|مرسال الترس |
بعد المشهد الذي ارتسم في مدينة طرابلس، لجهة حجم المشاركة وإطلاق الرصاص في تشييع الشهداء: أحمد عوض وخلدون ميناوي وسعيد ضناوي، الذين سقطوا في الجنوب “على طريق القدس”، وهو العنوان الذي كرسه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله لمن يستشهد في الجنوب بعد عملية “طوفان الأقصى”، ترك أكبر الأثر في عاصمة الشمال التي عادت منذ فترة ليست ببعيدة تشهد اهتماماً لافتاً بالقضية الفلسطينية، وبالمقاومة، وأحداث الجنوب العسكرية، بعد سنوات من إعلان الخصومة مع “حزب الله”، وذلك نتيجة تحولين لافتين سُجِّلا على صعيد العلاقة المستجدة بين السنّة والشيعة في منطقة الشرق الأوسط، والخليج خصوصاً، إثر مفهوم عَمِلت على إعادة تظهيره منذ عدة سنوات الآلة الاعلامية الغربية التي تُشرف عليها الصهيونية العالمية، بأنهما في صراع لا يجب أن ينتهي:
* التحوّل الأول هو العلاقة المستجدة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية في إيران، إثر الاتفاق الشهير في العاصمة الصينية في شهر آذار من هذا العام، وكانت إحدى أبرز تجلياته مؤخراً مشاركة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي في القمة العربية ـ الاسلامية التي عُقدت في الرياض في النصف الأول من هذا الشهر، وتصدرت صورته الشاشات مجتمعاً مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
* التحوّل الثاني كان في إطلاق حركة “حماس” عملية “طوفان الأقصى” غير المسبوقة ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي في السابع من الشهر الماضي، لتتلاقى مع “حزب الله” على مقاومة العدو بنفس النهج والعزيمة والإقدام، كاسرة ذلك الجبروت الذي كان يردده العدو بأنه الجيش الذي لا يقهر بعدما هزم جيوشاً عربية عدة في حروب سابقة.
فالفيحاء، التي كانت، منذ نكبة فلسطين قبل خمس وسبعين سنة، الخزان الذي لا ينضب لفلسطين، ستعود بالتأكيد، مع عكار والضنية والمنية، الرافد لتلك القضية بكل ما تحوي من مقومات، من منطلق كونها القضية المركزية للعروبة، على الرغم من كل اتفاقيات السلام وعمليات التطبيع التي سُجلت في العقود القليلة الماضية.
سيكون هناك، بالتأكيد، العديد من قوافل الشبان الذين سينخرطون في هذا المسار، متخطين كل الحواجز المصطنعة التي سعت لقولبة المدينة بعكس ما كانت عليه!