كشفت مصادر مطّلعة لصحيفة “الأخبار” عن “زيارة يقوم بها مسؤولون قطريون إلى لبنان بعيداً عن الإعلام، بجدول لقاءات محدود جداً، لاستئناف البحث في الملف الرئاسي وأزمة الفراغ المتوقّع في قيادة الجيش”.
وعلمت “الأخبار” أن الكلام السياسي في الكواليس لم يغِب في عزّ الحرب واشتعال الجبهة الجنوبية، بل ثمة من كانَ يرى ضرورة للذهاب إلى حل في مثل هذه الظروف الاستثنائية، استباقاً لأي سيناريو يمكن أن يواجهه البلد، ولا سيما توسّع دائرة الحرب.
وفي هذا الإطار، كشفت مصادر بارزة أن “رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي زار الدوحة قبل نحو شهر، تمنّى على أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني استئناف الوساطة القطرية وإعادة إرسال موفد من الدوحة إلى بيروت”، وتردّدت معلومات أن “طلب رئيس الحكومة كانَ منسّقاً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري”.
ولفتت المصادر إلى أن “الدوحة لا تزال تنطلق في مقاربتها من مبدأ الخروج من الخيارات الرئاسية التي كانت مطروحة على الطاولة والذهاب إلى أسماء توافقية، ممن اقترحتها سابقاً كالمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري”، لكنها في الموازاة تعمل أيضاً على “حل أزمة قيادة الجيش بمحاولة إقناع القوى السياسية بالتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، الذي هو أحد مرشحيها للرئاسة”.
وتأتي الزيارة بالتزامن مع إشارة المبعوث الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان في حديث مع “فرانس أنفو”، إلى “أنه سيعود إلى لبنان قريباً، كون البلد عربياً ومعنياً بالتموضع الأخير”، ولفت إلى أنه ليس مطمئناً إلى الوضع في لبنان، نظراً إلى الأحداث الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط، “فالحرب تطرق أبواب لبنان ولا يوجد رئيس للجمهورية والمجلس النيابي لا يجتمع”، مؤكداً “ضرورةَ التخلي عن عقلية المنافسة، وانتخاب رئيس للجمهورية”.
وأكّدت مصادر سياسية أن “أي جهة رسمية في لبنان لم تتبلّغ حتى الآن بقدوم لودريان وليس على جدول أعمالها أي لقاءات في هذا الصدد”، مستغربة “العمل حالياً على تسوية رئاسية سيكون من الصعب جداً في هذه المرحلة أن يُكتب لها النجاح”.