قالت مصادر لصحيفة “الأخبار” إن حمولة بعض الطائرات العسكرية الأجنبية تتضمّن أجهزة تُستخدم للتشويش، ما يثير استفسارات حول سبب نقلها إلى لبنان، وما إذا كانت مما يُستخدم للتشويش على شبكة اتصالات المقاومة في حال تدحرجِ الحرب المشتعلة جنوباً إلى حرب واسعة.
وذكّرت المصادر بالدور الكبير لسلاح الإشارة التابع للمقاومة في مواجهة العدوان الإسرائيلي في تموز 2006، وهو ما أدّى لاحقاً إلى الضغط على حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، لاتخاذ القرار الشهير في 5 أيار 2008 بنزع شبكة اتصالات المقاومة.
المصادر نفسها أكّدت أن السلطات الأمنية في مطارَي بيروت وحامات “تأخذ علماً” بما تحمله الطائرات عبر المانيفست الخاص بها، من دون أن يكون هناك تدقيق جدّي في هذه الحمولات، علماً أن قاعدة حامات الجوية تفتقر إلى جهاز “سكانر”.
ورغم أن القانون اللبناني يمنع الرحلات المباشرة بين لبنان وكيان الاحتلال، رصد الموقع هبوط ثلاث طائرات في مطار بيروت على علاقة بتل أبيب:
الأولى، في 14 الجاري، تابعة للقوات الجوية الملكية البريطانية (Airbus A400M Atlas) قادمة من تل أبيب. وقد نفّذت الطائرة عملية “touch and go” (ملامسة المدرج والإقلاع مباشرة من دون توقف) في قاعدة أكروتيري البريطانية في قبرص “احتراماً” لمنع الطيران المباشر من تل أبيب إلى بيروت. اللافت أن هذه الطائرة تحديداً، توجّهت بعد إقلاعها من بيروت إلى تل أبيب مجدداً، بعد القيام بعملية “ملامسة وإقلاع” في أكروتيري، ما يجعل رحلتها فعلياً: تل أبيب – بيروت – تل أبيب.
الثانية، في 16 الجاري، تابعة لسلاح الجو الأميركي (Boeing C-17A Globemaster III). وسجّل موقع Intelsky اختفاء الطائرة عن الرادارات قبل الهبوط وظهورها مجدداً بعد الإقلاع المفترض. المدة التي غابت فيها الطائرة عن الرادارات فوق لارنكا استمرت 4 دقائق فقط على علو 1264 متراً، ما يعزز فرضية عدم هبوطها في قبرص فعلياً.
الثالثة، أمس، تابعة للقوات الجوية الملكية البريطانية (Airbus A400M Atlas). وقد قامت الطائرة بعملية هبوط تمويهية في أكروتيري، على ارتفاع 375 متراً فقط فوق القاعدة، ما يعني أن الرحلة خرقت القانون اللبناني وكانت عملياً رحلة مباشرة من تل أبيب إلى بيروت.
وتجدر الإشارة إلى أن رحلات يومية تُسجل بين قاعدة أكروتريري وتل أبيب منذ اندلاع عملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول الماضي.
ويزيد من الغموض الصمت المطبق على الموقف الرسمي اللبناني، خصوصاً قيادة الجيش، اللهم إلا من بيان يتيم صدر في العاشر من الشهر الجاري، أكّدت فيه أن “جزءاً من حركة الطيران في المطار هو حركة روتينية لنقل المساعدات العسكرية إلى الجيش اللبناني”، فيما لم تُعرف ماهيّة الجزء الثاني من هذه الحركة.