أبلغ خبير في الشؤون الاسرائيلية الى “الجمهورية” قوله، انّ احتمالات التصعيد على الحدود الجنوبية الى مواجهات اكبر مما هي قائمة عليه منذ 8 تشرين الاول الماضي، او الى حرب واسعة ضعيفة جداً، فـ»حزب الله» بالتأكيد ليس في هذا الوارد، خصوصاً انّه قدّم اشارات عديدة بأنّه لا يسعى الى اشعال حرب واسعة، بل وضع نفسه في موقع ردّ الفعل على ما قد تقوم به “اسرائيل”، وآخر تلك الاشارات التي ينبغي تصدّيها ما ورد على لسان السيد حسن نصرالله. وينبغي هنا الّا نغفل ما نُقل عن وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان من انّ ايران أبلغت الولايات المتحدة الاميركية عبر القنوات الديبلوماسية بأنّها لا تريد انتشار الحرب وتوسيعها، وكذلك ما نقلته وكالات الانباء العالمية عن بعثة ايران في الامم المتحدة بأنّ طهران لن تدخل في صراع مباشر مع اسرائيل الاّ في حال شنّت “اسرائيل” هجوماً على ايران».
وبحسب الخبير عينه، فإنّ ما يُحكى عن حرب استباقية اسرائيلية ضدّ لبنان، لا ينسجم مع الواقع، وخصوصاً انّ مثل هذه الحرب تنتفي احتمالاتها مع دخول كل الاطراف في مرحلة الجهوزية والاستعداد، اضافة الى أنّ “اسرائيل” تحاذر بقوة إشعال حرب مع لبنان، تُصرفها عن سعيها الى تحقيق هدفها الذي وضعته لحربها على قطاع غزة، وهو ما لم يتحقق حتى اليوم، وقد لا يتحقق. والكابينيت الاسرائيلي الذي جمعه نتنياهو منتصف الاسبوع الجاري، بحث خططاً عسكرية لما تعتبرها “اسرائيل” جبهتها الشمالية، لكنه اعطى الأولوية لجبهة غزة. وأبلغ نتنياهو رؤساء المستوطنات الاسرائيلية بأنّه وجّه الجيش الإسرائيلي بالاستعداد لجميع السيناريوهات للتعامل مع «حزب الله» في الشمال، لكنه اشار الى هدف “اسرائيل” الاول هو الانتصار الكامل على حركة «حماس» وعودة الأسرى، وبعدها سنتعامل مع الشمال، وعَكَس ذلك ايضاً عضو مجلس الحرب في اسرائيل جدعون ساعر بقوله، انّ المجلس الأمني المصغر قرّر التركيز على الجبهة الجنوبية وهزيمة «حماس» وإعادة المخطوفين، ولا توجد لدى “اسرائيل” نية بأن تبادر الى تصعيد حربي في الشمال، هذا ليس هدفنا».