وجه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مساء الثلاثاء رسالة إلى رؤساء الدول بخصوص غزة، مؤكدا أنه يجب اتخاذ إجراءات فعالة للتوقيف الفوري والكامل لعمليات إسرائيل العسكرية ضد سكان القطاع.
كتب إبراهيم رئيسي في هذه الرسالة: “أكتب هذه الرسالة في هذا الظرف الذي يستمر فيه العدوان الوحشي للكيان الصهيوني على قطاع غزة، والذي أدى حتى الآن إلى استشهاد أكثر من 10000 مدني فلسطيني، بينهم حوالي 70% من الأطفال والنساء، وإصابة أكثر من 26000 آخرين، فضلا عن دمار واسع طال المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والمنازل والبنية التحتية الحيوية في غزة.
وتابع رئيسي: “إن هذه الجرائم ترتكب بحجة التصدي لأعمال فصائل المقاومة التحررية الفلسطينية، والتي، وفقا لقواعد القانون الدولي التي لا تقبل الجدل، إذ يمتلك الشعب الفلسطيني، كشعب واقع تحت الاحتلال، الحق الأصيل في تقرير المصير والمقاومة ضد العدوان والاحتلال “من خلال استخدام كافة الأدوات بما في ذلك الأساليب المسلحة”، ومن ناحية أخرى، ووفق القواعد نفسها، يفتقد كيان الاحتلال الصهيوني لأي حق في ادعاء الدفاع المشروع”.
وأضاف رئيسي: “إن هذه الجرائم النكراء، إلى جانب الحصار الكامل لقطاع غزة وقطع إمدادات الكهرباء والمياه والغذاء والوقود عن تلك المنطقة، تشكل عمليا عقابا جماعيا شديدا وممنهجا، ينتهك كافة الحقوق والحريات والمبادئ الأساسية للقانون الدولي، وخاصة القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ولا يدع مجالا للشك في أن هذه الجرائم هي أمثلة واضحة على جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية”.
وأكمل الرئيس الإيراني: “إن مدى الخطورة والقسوة في ارتكاب هذه الجرائم، وفي شهر واحد أيضا، وخاصة القتل الوحشي لعدة آلاف من الأطفال الأبرياء، يؤلم قلب كل إنسان حر، ويستلزم ضرورة القيام بالواجبات الإنسانية من قبل جميع حكومات العالم المحبة للحرية ومساعدة الشعب الفلسطيني المظلوم والوقف الفوري لجرائم الكيان الصهيوني”.
واستطرد إيراهيم رئيسي: “وفي هذا الصدد، ترى حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن الواجب الإنساني والقانوني الواقع على المنظمات الإقليمية والدولية وجميع الحكومات المحبة للحرية يتطلب منها اتخاذ إجراءات فعالة للتوقيف الفوري والكامل للعمليات العسكرية ضد سكان غزة”، مضيفا: “من الضروري في هذا السياق فضلا عن الإدانة الشديدة للجرائم النكراء التي يرتكبها الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني المظلوم، والدعم الحازم لإحقاق كافة الحقوق الأصيلة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حق تقرير المصير، ومقاومة العدوان والاحتلال، وعودة كافة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرض آبائهم وأجدادهم، وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وينبغي الاهتمام أيضا بمطالبة المحافل الدولية ذات الصلة بإجبار كيان الاحتلال على الوقف الفوري لجميع هجماته على قطاع غزة وجميع أعماله غير القانونية، بما في ذلك بناء المستوطنات وقتل واعتقال الفلسطينيين في المناطق المحتلة الأخرى من فلسطين، والامتناع عن أي إجراء لتهجير الفلسطينيين قسرا داخل فلسطين أو إلى خارجها، والرفع الفوري والكامل وغير المشروط للحصار المفروض على قطاع غزة، وتوفير الأساس لمساعدات إنسانية فورية ودون عوائق وواسعة النطاق وكافية، خاصة الغذاء والدواء والوقود، وتفعيل أدوات الضغط على الكيان الصهيوني، بما في ذلك قطع العلاقات السياسية والاقتصادية ومحاكمة ومعاقبة قادة ومرتكبي وحماة جرائم كيان الاحتلال في فلسطين بشكل فوري وشامل، ومواجهة الإفلات من العقاب عن الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين، من خلال جهود فعالة وجادة لتوفير أساس عملي للملاحقة القضائية. وينبغي الاهتمام بالمساعدة على البدء في عملية إعادة بناء ما دمرته الحرب في قطاع غزة”.
ويشهد قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، حربا إسرائيلية عنيفة أودت بحياة أكثر من 11240 فلسطينيا، بينهم 4630 طفلا، و3130 امرأة، وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية 70% من الضحايا هم من الأطفال والنساء، كما أصيب أكثر من 29 ألف مواطن آخر.
أما على الجانب الإسرائيلي فقتل أكثر من 1500 شخص، وأصيب أكثر من 5 آلاف بجروح، إلى جانب مقتل 366 جنديا إسرائيليا.
وقد صعد الجيش الإسرائيلي في الأيام الماضية هجماته على القطاع، حيث استهدف محيط مجمع الشفاء الطبي الذي يعتبر الأكبر في غزة، كما قصف في غارات عنيفة جدا محيط جميع المستشفيات ومراكز الخدمات الصحية في محافظتي غزة وشمال غزة.
لقد دخلت الحرب على غزة يومها الـ39، حيث يستمر القصف الإسرائيلي للقطاع مع تواصل الاشتباكات في عدة محاور، وسط حصار مشدد على سكان القطاع ونفاد المواد الغذائية والطبية.
المصدر: “فارس” + RT