| ناديا الحلاق |
ينقسم اللبنانيون في التضامن مع القضية الفلسطينية بين مؤيد ومعارض، وفي مواقفهم إن قرر “حزب الله” التصعيد، وسط مخاوف من اتساع دائرة المواجهات لتتطور إلى حرب مفتوحة بين “الحزب” وإسرائيل، لأن تداعيات ذلك على بلدهم الغارق بأزماته الاقتصادية والاجتماعية ستكون كارثية.
بعض اللبنانيين يرفض رفضاً قاطعاً انضمام “حزب الله” إلى الجبهة، والقيام بأي عملية ضد “إسرائيل” يمكن أن تورّط لبنان فيما لا يحمد عقباه، وهؤلاء المعارضين معظمهم من المسيحيين، وذلك لأسباب سياسية تعود جذورها إلى الحرب الأهلية اللبنانية وإلى التواجد الفلسطيني الذي حمّل لبنان أعباء على مدار سنوات.
لطالما لعب الفلسطينيون دوراً محوريا في الحرب الممتدة بين عامي 1975-1990، حيث كان لوجودهم المسلح آثار سلبية ما دفع الموارنة تحديداً إلى رفض هذا الوجود باعتبار أن لبنان وحده لا يتسطيع تحمل القضية الفلسطينية.
سبب آخر لرفض اللبنانيين التورط في الحرب هو اقتصادي، خصوصاً وأن عددً كبيراً من اللبنانيين عاجزين عن تأمين قوتهم اليومي، فكيف سيتحملون تبعات الحرب الاقتصادية والاجتماعية وكيف سيتمكنون من تأمين احتياجاتهم الأساسية فيما لو اندلعت الحرب؟
أما الفريق الثاني وهو المؤيد للقضية الفلسطينية ولتدخلات “حزب الله” الذي لطالما ناضل من أجلها، فيرى أن فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم بل قضية كل العرب وكل مسلم، مشددين على ضرورة دعم عملية السلام، التي لن تتحقق من دون حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.
هذا الفريق يرفض الاعتداءات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني يومياً، ومحاصرة تجويع وقتل الأبرياء، كما ويعتبروا أن المسجد الأقصى من مسؤولية كل عربي ومسلم لذا وجب وضع حد للعدو كي لا تصبح انتهاكاته أمرًا روتينيًا. كما أنه يرى بأن ما يقوم به “الحزب” عند الحدود هو حق الدفاع عن الأراضي اللبنانية، التي انتهج العدو الإسرائيلي مطولاً سياسة التعدّي والقتل والقصف والانتهاك للسيادة.