بقلم وفيق الهواري اليوم الجمعة ١٣ تشرين الأول ٢٠٢٣
اتابع الاخبار حول المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد اهالي قطاع غزة في فلسطين، حين وصلتني ثلاث صور لحرائق تغطيها دخان كثيف، ظننت للوهلة الاولى انها من غزة، ولكن عند التمعن فيها، اكتشفت انها صور من الحريق المستمر منذ ثلاثة أيام في مركز معالجة النفايات، المتوقف عن العمل في مدينة صيدا.عدت بالذاكرة الى ليل الثلاثاء، حين نمت وانا اتابع اخبار العدوان الصهيوني عبر التلفاز، ايقظني اتصال من احد الاصدقاء صباح الأربعاء واخبرني ان حريقا كبيرا اصاب جنوب المدينة، سألته:” واين قصفت إسرائيل؟”.ضحك الصديق واجاب:” لا، إسرائيل لم تقصف، انه الحريق الدوري في مكبات النفايات في صيدا كي يخففوا من كمياتها، وبالتالي يسهل التخلص منها”.توجهت مع عدد من الأصدقاء الى منطقة مركز المعالجة، توقفنا في مواجهة المدخل، النفايات تملأ المكان، احد العمال يفتح الباب لإدخال شاحنة لتلقي نفاياتها في المكب القريب، وحتما بعد وزنها، وتسجيل الوزن للمطالبة بكلفة المعالجة التي لا تتم، وإنما تدفع لإدارة المركز نهبا لاموال المواطنين.في الداخل عدد من المسؤولين يجول في المركز ويراقب تراكمها، الهنغارات مملوءة بالنفايات. يسأل احدهم:” ما سبب الحريق؟، يجيب احد مسؤولي المركز:” احتمال ان سيكارة قد رميت على المكب، او تم الاشعال من خارج المركز”.جواب يثير السخرية والضحك، كيف يتم رمي سيكارة لاشعال مكب يرتفع اكثر من خمسين مترا؟، وكيف يتم الاحراق من الخارج، والحريق في قمة المكب الواقع داخل المركز؟.خلال وجود المسؤولين، دخلت شاحنات كبيرة وصغيرة، تم وزن النفايات ورميت بجانب المكب المشتعل. حضرت سيارات الدفاع المدني لاطفاء الحريق، طلبوا تزويد السيارات بالماء، نفت ادارة المركز وجود ماء، وطلبوا من رجال الدفاع المدني التوجه إلى المدينة لجلب الماء، اجاب احد رجال الدفاع المدني:” لماذا لا تشغلون احد المولدات لسحب الماء من احد الابار في المركز؟”.حتما لا جواب.
اليوم وبعد ثلاثة أيام الحريق مستمر، واتحاد البلديات في صيدا الزهراني في خبر كان، انه غير موجود فعليا، وبلدية صيدا ما زالت مصرة ان المعمل ما زال يعمل، وينقصه بعض المال، مع ان جميع المعلومات تشير الى خلوه من المعدات المطلوبة للمعالجة، ومن يشكك بهذا الكلام، عليه الرجوع إلى تقرير وزارة البيئة الذي ارسل الى بلدية صيدا في ١٠ كانون الثاني ٢٠٢٣ ولم يناقشه المجلس البلدي حتى اللحظة. وانا اكتب هذه الخاطرة، وصلتني خاطرة من احد الاصدقاء انقلها لأهمية ما تحويه:””انه معمل العار!عار على جبين كل من لايرفع الصوت مطالبًا باقفاله شعارنا اليوم:”اقفلوا معمل الموت” سنحاسب ونفضح كل متواطئ في قتل الناس …المدينة ليست للبيع وحياة الناس ليست سلعًا تباع وتشترى بسوق النخاسة،الى متى السكوت عن هذا الإذلال اليومي…انهم يدوسون كرامات الناس … هل فقدت المروءة من النفوسالى متى السكوت والإذعان أقفلوا معمل الموت”.
ما نريده هو تنفيذ بنود الاتفاقية الموقعة مع الشركة المشغلة، التي تسمح لاتحاد البلديات وبلدية صيدا اقفال المركز واستعادة الأرض، وخلاف ذلك يعني انهما يعملان لصالح مافيا المركز وحاميها.نريد تنفيذ القوانين، هل انتم ضد القانون ؟