| زينب سلهب |
لم يعد بإمكان اللبناني أن يُحصي عدد المشكلات التي تواجهه في يومه. وبين ارتفاع سعر صرف الدولار وانهيار العملة اللبنانية، وغلاء المعيشة، وارتفاع أسعار الأقساط المدرسية، بالإضافة إلى الفراغ الرئاسي الذي دخل شهره الثاني عشر، جاءت الأمطار لتزيد هموم اللبنانيين همًا!
تساقطت الأمطار بشكل متوسط في لبنان، لتفتتح موسم الأمطار مع بداية شهر تشرين الأول، وتبدأ معاناة جديدة للبنانيين. فقد غرقت الطرقات بالمستنقعات والنفايات، بفعل الاستهتار من المسؤولين في ما يخص الشوارع وترميمها، وإعادة تأهيلها لتصبح صالحة في أيام الشتاء المقبلة.
وشهدت شوارع جونية طوفان النفايات، أدى إلى انجرافها مع الأمطار وانتشار النفايات في الشارع، مما رفع صرخة وزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، الذي استنكر بدوره استهتار المسؤولين المحليين وتغاضيهم عن مشكلة الطرقات، ووضع المشكلة برسم الرأي العام، الذي بدوره سيحكم على كيفية تحمل المسؤولية لدى البعض.
بالإضافة إلى ذلك، أفادت المديرية العامة للدفاع المدني مساء أن المياه تجمعت في بعض الطرقات بفعل غزارة الأمطار، مما أدى إلى احتجاز مواطنين داخل سياراتهم بعد أن علقت في منتصف الطريق في منطقة جونية – كسروان، وعمل العناصر على إنقاذهم ومساعدتهم على متابعة سيرهم.
إلى جانب ذلك، انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر كيف جرفت السيول المطاعم والكراجات في جونية عند الخط البحري، كما جرفت بعض السيارات ودرّاجتين ناريتين باتجاه البحر، نتيجة لغزارة الأمطار.
وتم تداول فيديو آخر، يظهر أوتوستراد شكا، وهو يغرق بمياه الأمطار.
والغريب في الأمر، أن موسم الأمطار لم يبدأ بعد بشكله الطبيعي، بل هو افتتاحية صغيرة لموسم طويل من تساقط الأمطار وربما الثلوج، التي ستهلك الطرقات في لبنان أكثر وأكثر.
ومع تحذيرات الأرصاد الجوية من تداعيات الإعصار الذي ضرب ليبيا وانتقل إلى مصر الشهر الماضي، على لبنان وسوريا، يقف اللبناني محتارًا، هل يخاف من العواصف السياسية والاقتصادية التي تعصف ببلاده وتهدد لقمة عيشه وأمنه واستقراره، أم من الإعصار الذي ربما يضرب لبنان، ويكون نقطة النهاية لبلد لا يحتمل هبّة ريح!