أثار امتناع تماسيح عن افتراس كلب، سقط في نهر جارف يتواجدون فيه، فضلا عن قيامهم بقيادته إلى بر الأمان، حيرة العلماء.
وسقط كلب ضال هرب من مجموعة كلاب أخرى، في نهر سافيرتري في الهند، الذي يعد من أخطر الأماكن بسبب كثرة التماسيح.
ورغم أن وجود الكلب في هذه المياه، يعني هلاكه بشكل مؤكد، والتهامه من قبل التماسيح المفترسة، إلا أنها قامت بإرشاده إلى بر الأمن، ونجاه الكلاب المفترسة والتماسيح في آن واحد.
ونشر علماء يدرسون سلوك التماسيح في نهر سافيتري في ولاية ماهاراشترا بالهند صورا للحدث، وذكر الفريق أن التماسيح كانت في الواقع تلمس الكلب بخطمها، وتدفعه للتحرك أكثر من أجل الصعود الآمن على الضفة والهروب في النهاية.
وفي حين أنه قد يكون من المفاجئ أن الزواحف لم تغتنم الفرصة لتناول وجبة تبدو سهلة، إلا أن العلماء يعتقدون أن إنقاذ الجرو يمكن أن يكون علامة على أن التماسيح تتمتع بالذكاء العاطفي.
وقالوا: “إن الحالة الغريبة لكلب أنقذته مجموعة من التماسيح المذكورة هنا تبدو وكأنها تتعلق بالتعاطف أكثر من كونها سلوكا إيثاريا غير أناني”.
ومن جانبه قال كريس موراي، عالم الأحياء بجامعة جنوب شرق لويزيانا، إن هناك العديد من الأسباب وراء سماح التماسيح للكلب بالمرور. وربما كانوا ممتلئين أو شعروا بأنهم ظاهرون جدا لدرجة أنهم لم يتمكنوا من نصب كمين للفريسة. وأضاف أن التماسيح ربما مرت بتجارب سلبية في محاولة أكل الكلاب في الماضي.
ولا يعتقد موراي أن الحيوانات كانت تظهر التعاطف، كما يقترح العلماء. قائلا إن بعض المناطق الساحلية في الهند وسريلانكا بها أعداد كبيرة من التماسيح التي تعيش بالقرب من البشر، ما يؤدي إلى بعض أعلى معدلات الهجمات على البشر في أي مكان في العالم، “لذلك أجد أن تعاطف التماسيح أمر غير مرجح إلى حد كبير.”
لكنه يتفق مع مؤلفي الورقة البحثية على أن البشر غالبا ما يقللون من أهمية إدراك التماسيح. ويشير موراي إلى أن التماسيح تتعلم من تجارب الماضي.
وقال: “لذلك أعتقد أن قدرتها المعرفية لتقييم ما حولها وذاكرتها أفضل بكثير مما نعتقد.. لكنهم على الأرجح لا يشفقون على الكلاب التي تعاني من محنة أيضا”.