كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن العاصفة “دانيال” وزاد الاهتمام بها إعلاميا بعد أن خلفت دمارا وكارثة في ليبيا وتسليط الضوء على وصولها إلى بر مصر، فماهي العاصفة التي خلفت كل هذا الدمار؟
إن “دانيال” هو إعصار مداري استوائي من الأعاصير نادرة الحدوث يتشكل من موجة استوائية مدارية قبالة السواحل متحركا باتجاه الغرب مع حمل حراري قليل بسرعة رياح تصل ذروتها إلى 15 ميلا في الساعة ليصبح الإعصار على شكل حلزوني أو ما يسمى بالإعصار الحلقي.
ويسبب زيادة نشاط العواصف الرعدية والأمطار الغريزة التي تكون دائرية ملتفة حول مركز دورة العاصفة فيضانات عارمة تجرف الأخضر واليابس وتخلف دمارا هائلا.
كان إعصار “دانيال” ثاني أقوى إعصار في موسم الأعاصير في المحيط الهادئ لعام 2006، ونشأ “دانيال” في 16 يوليو من موجة استوائية قبالة سواحل المكسيك وتحرك حينها باتجاه الغرب وازداد بثبات ليصل إلى ذروة رياح بلغت سرعتها 150 ميلا في الساعة (22 كم / ساعة) في 22 يوليو 2006.
وفي ذلك الوقت، كانت خصائص الإعصار تشبه تلك التي في الإعصار الحلقي.
وضعف “دانيال” تدريجيا حيث دخل إلى منطقة من الماء البارد وبعد العبور إلى وسط المحيط الهادئ سرعان ما تدهور إلى منطقة بقايا الضغط المنخفض في 26 يوليو 2006، قبل أن يتبدد بعدها بيومين.
تاريخه حسب الأرصاد الجوية
بدأت العاصفة “دانيال” كموجة استوائية انتقلت من الساحل الغربي لإفريقيا في الثاني من يوليو 2006 ثم انتقلت الموجة عبر المحيط الأطلسي والبحر الكاريبي مع حمل حراري قليل، وفي 12 يوليو عبرت أمريكا الوسطى إلى شرق المحيط الهادئ وزاد الحمل الحراري في 13 يوليو، وبعد يومين بدأ يظهر علامات التطور المداري إلى جنوب المكسيك.
وفي 16 يوليو أصبح الاضطراب منظما مع وجود أزواج مطرانية بالقرب من الدورة ذات المستوى المنخفض، حيث تشير التقديرات إلى أن الموجة الإستوائية أنتجت كسادا إستوائيا في أواخر 16 يوليو مما أدى إلى زيادة نشاط العواصف الرعدية.
اليونان.. ليبيا.. مصر
هذا، ومن المتوقع أن تكون مصر من الدول المهددة بـ”دانيال” ولكن بفاعلية أضعف وسط إجراءات حكومية وتأهب حذر للآثار المتوقعة للعاصفة، بعد أن خلفت دمارا في ليبيا حيث هطلت أمطار غزيرة تسببت بفيضانات في العديد من المدن والبلدات مع وقوع خسائر فادحة في البنية التحتية ناهيك عن ضحايا بالمئات.
وقبل التوجه إلى السواحل الإفريقية للبحر المتوسط، ضربت “دانيال” مناطق واسعة في اليونان وأجزاء من تركيا وخلفت على أثرها عددا من الضحايا والأضرار في اليونان، بالإضافة إلى إعلان العديد من مدنها مناطق منكوبة جراء تداعيات العاصفة.
جدير بالذكر أن الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي جلبتها العاصفة “دانيال” وهطلت على شرق ليبيا خلال الأيام الماضية قد أدت إلى مقتل أكثر من 2000.
وقال رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان أسامة حماد، مساء الاثنين، إن عدد ضحايا العاصفة “دانيال” في درنة يتخطى الـ 3000، مشيرا إلى أن المفقودين بالآلاف.
وأضاف أسامة حماد أن هناك أحياء كاملة اختفت في البحر مع الآلاف من سكانها.
وفي وقت سابق أعلنت الحكومة المكلفة من مجلس النواب أن درنة باتت مدينة منكوبة.
جدير بالذكر أن ليبيا أعلنت الحداد ثلاثة أيام بعد مقتل المئات بسبب العاصفة “دانيال”.