ما كان رياض سلامة ليتخيّل ما حصل معه. فجأة، وخلال ساعات قليلة، توقّف الرنين في هواتفه الثابتة والمحمولة. اكتشف الرجل أن أحداً من السياسيين والرسميين والوزراء والنواب وأصحاب المصارف والمودعين ورجال الأعمال والإعلام، لم يعد يرغب بالحديث معه. بعدما تعب هؤلاء في البحث عن طريق للوصول إليه، صار اليوم منبوذاً، فقط لأن أميركا، وفقط أميركا، قرّرت إشهار فساده.
سلامة يحجز نفسه في مكان مجهول – معلوم، سواء كان رسمياً في منطقة الصفرا في قضاء كسروان، أو في وسط بيروت حيث يقيم وقتاً طويلاً في المجمع السكني الخاص بالرئيس سعد الحريري. وهو على قلق دائم، وينتظر ما هو أشد وأقسى، كون الملفات القضائية المفتوحة ضده في لبنان والعالم سترتقي خطواتها إلى مستوى اعتقاله في وقت غير بعيد.
عملياً، دخل سلامة القفص الأميركي الأسود. لكنّه يجد نفسه مضطراً لمواجهة أمور عدة دفعة واحدة. وهاجسه اليوم هو مقاضاته من قبل جهات كثيرة في لبنان والخارج، وقد تضاعف جهده لنفي الاتهامات الموجّهة إليه بعد فرض العقوبات عليه، وبدأ نبش دفاتره وأوراقه لتحصيل ما يفيده في المواجهة.