بقلم وفيق الهواري.
منذ اشهر يدور في البلدية جلسات نقاش حول مشاريع يمكن ان تشكل حلولا لمشكلات تواجه المدينة، وهنا لسنا في موقع نقاش اذا كانت المشاريع تجيب على أسباب المشكلات ام تواجه نتائجها، ولا بد من الإشارة الى أن هذه النقاشات تتم بناء على طلب منظمات مانحة وليس بناء لطلب المجلس البلدي للمدينة.
هذه النقاشات تعيد بذاكرتنا الى سنوات مضت، عندما أعلن المجلس البلدي لائحة تضم ٣٦ مشروعا مقترحا للتنفيذ، لنرى ماذا حصل بها وماذا نفذ المجلس البلدي منها وما لم ينفذ، من دون اطلاع الجمهور عن العوائق والتحديات التي واجهها ومحاولة ايجاد الحلول لها.المشروع الاول يتحدث عن الانتهاء من مشروع المرفأ التجاري الجديد، فعليا ان المرفأ المقصود ما زال في طور الانشاء، والذي بدأ بدون دراسة اثر بيئي وبدون استكمال لمعرفة عمقه الموجود وإمكانية استقبال سفن وبواخر مختلفة، بالإضافة إلى غياب التجهيزات اللازمة.
مع العلم عند مراجعة البلدية بموضوع المرفأ الجواب موجود: انه من مسؤولية وزارة الأشغال ولا علاقة لنا بذلك.المشروع الثاني هو استكمال انشاء المتحف التاريخي لمدينة صيدا.
منذ البداية قال احد المعنيين ان المبلغ المرصود لهذا المشروع اقل من الكلفة المطلوبة، وانه من الأفضل تأمين كامل الكلفة كي لا يتحول المشروع إلى آثار جديدة في ذالمدينة، لكن احد لم يصغ لهذا الراي، بالإضافة إلى ذلك فان النتائج العلمية والتاريخية التي تم اكتشافها صارت خارج لبنان، في حين ان البلدية لا تملك سوى ملخص عنها، وحتما لا أحد مهتم بالموضوع.
المشروع الثالث هو مشروع الضم والفرز في شرق الوسطاني، وهو مشروع لم يصل إلى نتيجة على الرغم من المبالغ المالية الكبيرة التي دفعتها البلدية مقابل دراسات واستشارات من دون نتيجة مع العلم انه كان بالامكان معرفة هذه النتيجة قبل القيام باي دراسة بسبب المشروع المرسوم للمنطقة منذ ١٩٦٧ والذي يشكل تعديله او الغاءه المدخل الاساس لتنفيذ مشروع الضم والفرز.المشروع الرابع هو تأهيل وتفعيل جزيرة صيدا:هذا المشروع لا علاقة للبلدية به، الجزيرة ملك بحري عام، ولا يوجد أي مرسوم يتيح للبلدية تأهيل الجزيرة والاستفادة منها مع ان بعض مسؤولي البلدية يصر على دور للبلدية في ادارة الجزيرة، لكن اليوم هناك اتفاق بين الوزارة وإحدى الجمعيات الاهلية حول الجزيرة وادارتها، ولا علاقة للبلدية بالموضوع.
اما المشروع الخامس فيتعلق بانشاء مواقف للسيارات في وسط المدينة: السؤال هل تم ذلك واين؟؟ وما هي العوائق في وجه هذه الخطوة؟ لا جواب لدى المجلس البلدي.ويشير المشروع السادس الى مشروع تطوير مرفأ الصيادين.منذ زمن ونحن نسمع بمشروع برشلونة وخصوصا الجانب المتعلق بمرفأ الصيادين، الا اننا لم نشهد اي خطوة جدية ويقول احد اعضاء المجلس البلدي انهم لم يستطيعوا تحقيق اي تقدم بسبب الكلفة العالية والتي تبلغ ١٥ مليون دولار اميركي، كما جرت محاولة من بلدية صيدا ومعها احدى الجمعيات الاهلية عام ٢٠٢١ بإنشاء سوق سمك خارج مرفأ الصيادين، ولو كانت البلدية جدية لطلبت مباشرة من الجهة المانحة آنذاك تنفيذ جزء اساسي من مرفأ الصيادين.المشروع السابع يتعلق بانشاء فندق سياحي في المدينة.بعد الإشكالية التي حصلت حول الاتفاقية الموقعة مع احدى الجهات لم تبادر البلدية الى طرح مبادرة بديلة وبقيت المدينة بدون فندق سياحي.اما المشروع الثامن، هو انارة الكورنيش على الطاقة الشمسية.وهذا ما حصل بشكل جزئي ويطرح حاليا في النقاشات لانارته مع شوارع صيدا.المشروع التاسع يتحدث عن مجرى عين زيتون ونهر البرغوث بدون اي تفاصيل.تم تحويل المجرى إلى البحر بديلا عن محطة التجميع.اما المشروع العاشر فهو تطوير ونقل الدباغات إلى مناطق اخرى لتتلاءم مع المعايير البيئية.لم يحصل اي خطوة جدية، تم اقفال بعضها، وتحول البعض الآخر إلى مراكز لاستقبال بقايا المذبوحات وما ينتج عنها يجري نقله إلى الأرض المردومة لترمى هناك وبإذن من المجلس البلدي.اما المشروع الحادي عشر فيقضي بانشاء مركز طوارىء واسعاف واعتماد خطة أدارة الكوارث.جرى اعتماد خطة لإدارة الكوارث، لكن انشاء مركز طوارىء واسعاف، لم نسمع به الا اذا كان المقصود استخدام المستشفى الحكومي بكل اوضاعه المزرية.اما المشروع الثاني عشر، كان انشاء هيكلية البلدية الجديدة.اين هذه الهيكلية وكيف تدار ؟؟ وماذا حصل بها؟؟ ويطالب المشروع الثالث عشر بتوفير المياه اللازمة لجميع المنازل في صيدا القديمة.وحتى اللحظة معظم المنازل تعاني من انقطاع المياه والخزان الاساس الموجود في آخر حي الزويتني معطل ولم يجر تصحيح وضعه على الرغم من ملاحقة الموضوع مع مؤسسة مياه لبنان الجنوبي والبلدية. ويحمل المشروع الرابع عشر شعار فضفاض بجعل الأمن والاستقرار في سلم الأولويات…. انشاء عربي بدون خطة محددة وأهداف يمكن تحقيقها.ولاهمية التاريخ في المدينة فقد طرح المشروع الرابع عشر برنامج ترميم الابنية التاريخية في المدينة القديمة.لا يلحظ اي مراقب اجراء وتنفيذ عمليات ترميم، ونرجو من المجلس البلدي تحديد الابنية التي جرى العمل عليها والنتائج التي توصلنا اليها. ويزيدنا المشروع السادس عشر حسرة عندما يتحدث عن القشلة القديمة اي خان حمود. ويمكن القول ان هناك مشكلات اساسية غير التي يجري الحديث عنها والمتعلقة بتحويل المال، وكان يمكن للبلدية تحديد مشكلات الترميم التي تجري منذ سنوات من دون الوصول الى نتيجة ايجابية.ويزيد المشروع السابع عشر حسرة عندما يتحدث عن تأهيل خان الرز.ليت هذا ما يحدث، بديلا عما نراه اليوم.ويقضي المشروع الثامن عشر بانشاء مكتبة عامة تواكب التطورات التقنية.شعار كبير لم نر له أثرا في الواقع.ويتحدث المشروع التاسع عشر بتطوير وتفعيل شاطىء صيدا كمركز استقطاب سياحي.السؤال هل يمكن ان يحصل ذلك من دون معالجة التلوث الموجود، وعدم تطبيق القوانين لتأمين مساحة الحرية المطلوبة؟.
ويحدد المشروع العشرين بتاهيل وتفعيل القلعة البرية والبحرية.هل يمكن ان تخبرنا البلدية بما حصل معها بشأن القلعة البحرية عام ٢٠٢٢، وما هي نتائج سياسة المسايرة التي تروج لها؟ ويهدف المشروع الواحد والعشرين الى تأهيل الكنيسة المارونية القديمة.لا شيء حتى اللحظة.اما المشاريع الثاني والعشرين والرابع والعشرين والخامس والعشرين فتتحدث عن نشاطات ومهرجانات ودعم أندية كشفية ورياضية وتأمين فرص عمل سياحي للشباب.كلام انشاء عربي جميل. ويطرح المشروع الثالث والعشرين مسألة تطوير وتأهيل الواجهة البحرية.
الان يسعى المجلس البلدي الى الحصول على اذن قانوني لاستثمار ستة عقارات على الشاطىء، في حين نلحظ ومن سنوات منح عقارات البلدية البحرية بطرق غير قانونية وبدون أي مردود للصندوق البلدي المفلس.
والمشروعان السابع والعشرين والثامن والعشرين، مشروعان يتعلقان بتأمين الكهرباء وتنظيم خدمات مولدات الكهرباء.اعتقد الصمت أبلغ من الكلام حول سلوك البلدية في هذين المجالين.
والمشروع التاسع والعشرين فيطرح خطة لإدارة جميع الحدائق والمساحات الخضراء التابعة للبلدية.ولهذا المشروع تقرير خاص ومفصل يكشف الواقع وكيف تصرف المجلس البلدي بطريقة غير قانونية.
اما باقي المشاريع فهي عبارة عن عناوين وشعارات غير محددة وشروط تحقيقها بحاجة الى نقاش واسع، للوصول إلى أهداف محددة قابلة للتحقق.
قد يثير ما طرح من نقاط نقاشا واسعا، فهل يبادر المجلس البلدي الى عقد لقاء عام لتقييم تجربة مشاريع المجلس البلدي؟ من جهة اخرى للمجلس البلدي إنجازات جرى عرضها في كتابين لعهدين، دعونا نعرضها ونناقشها في المقال القادم.