| زينة أرزوني |
تفاعلت قضية نزع الصفة الدينية عن 15 شيخاً معمماً من قبل “هيئة التبليغ الديني” التابعة لـ”المجلس الشيعي الأعلى”، وأثارت اعتراضات داخل البيئة الشيعية، جاءت ترجمتها سريعاً في بيان نائب رئيس “المجلس الشيعي الأعلى” الشيخ علي الخطيب.
وكشفت معلومات خاصة بموقع “الجريدة” أن اتصالات سياسية حصلت على أعلى المستويات بين “حزب الله” وحركة “أمل”، بهدف احتواء المشكلة، وأشارت إلى ان الرئيس نبيه بري شارك شخصياً في هذه الاتصالات تداركاً للتداعيات التي كان يمكن أن تحدث على قرار طرد المشايخ.
ولم تستبعد مصادر خاصة بموقع “الجريدة” أن يكون بيان نائب رئيس “المجلس الشيعي الأعلى” الشيخ علي الخطيب قد جاء بنتيجة الاتصالات التي حصلت.
وقد تسبب قرار “هيئة التبليغ الديني” بانقسام حاد داخل الواقع الشيعي، خصوصاً بالنسبة لورود إسم الشيخ ياسر عودة في طليعة المشايخ “المفصولين”، والذي علّق بالقول: “نعم أنا منحرف عن العقيدة الشيعية المغالية.. بدكم عمامتي خذوها”.
وسريعاً، دخلت رئاسة “المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى” على خط الاعتراض على القرار واعتباره غير موجود، فأصدر بياناً تبرأ فيه من القرار، معلناً ان ما صدر عن “هيئة التبليغ” التابعة لـ”المجلس” لا يعبر عن قرار “المجلس الشيعي”، وانه لم يطلع عليه رئيس الهيئة العليا للتبليغ الديني نائب رئيس “المجلس” الشيخ علي الخطيب، مع العلم أن القرار موقع من قبل مدير عام “الهيئة” الشيخ عبد الحليم شرارة.
هذا التباين في المواقف يُظهر وكأن هناك خلافاً داخل أروقة “الشيعي الاعلى” حول هذا القرار، حتى أن بعض المصادر المقربة من المجلس تحدثت عن “صراع أجنحة” داخل المجلس حول تصرفات هؤلاء المشايخ، لافتة إلى أن قرار فصلهم قد يكون “بسبب تجاوزات في مواضيع الطلاق، أو بعض الفتاوى التي لا يرضى عنها المجلس، مشيرة إلى أن بعض من نُزعت الصفة الدينية عنهم فاتحين على حاسبهم، ولا يمتثلون لضوابط المجلس، وقد يكون هذا هو السبب وراء إقدام “هيئة التبليغ” على مثل هذا القرار بعد عملية تقييم لأدائهم، فوجدتهم غير مؤهلين للقيام بالإرشاد والتوجيه الديني والتصدّي لسائر الشؤون الدينية والأحوال الشخصية المتعلّقة بأبناء الطائفة الإسلامية الشيعية، إما للإنحراف العقائدي أو للإنحراف السلوكي أو للجهل بالمعارف الدينية وادعاء الانتماء للحوزة العلمية”، وفقاً للمصادر.
وكانت الادارة العامة للتبليغ الديني، اصدرت قراراً حمل الرقم إد1/2023 ينزع الصفة الدينية عن 15 شيخاً شيعياً.