يمكن للذكاء الاصطناعي اكتشاف المضاعفات الرئيسية لمرض السكري، عن طريق فحص عيون المريض.
ويقوم باحثون من جامعة ليفربول وجامعة مانشستر Metropolitan، بتعديل المعدات التي يستخدمها حاليًا فاحصو البصريات في الشوارع للكشف عن اعتلال الأعصاب المحيطية بالسكري (DPN).
وسيعمل عن طريق مسح الأعصاب في مقدمة العين بدلًا من الخلف، مع قدرة عنصر الذكاء الاصطناعي في الجهاز على التنبؤ بالضرر المستقبلي.
ويوضح الدكتور أوزمان علم، من معهد دورة الحياة والعلوم الطبية في جامعة ليفربول: “ما نعرفه من مجموعة العمل التي شاركت فيها بشكل كبير خلال السنوات الـ 15 إلى الـ 20 الماضية، هو أن الأعصاب الموجودة في مقدمة العين تعكس في الواقع تلف الأعصاب في أماكن أخرى من الجسم”.
ويعرف DPN بأنه أحد المضاعفات الرئيسية لمرض السكري، والسبب الأول لبتر الأطراف لدى مرضى السكري.
ويحدث هذا عندما يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى إتلاف الأعصاب التي ترسل رسائل من الدماغ والحبل الشوكي إلى باقي الجسم.
وقد تم منح الفريق 1.4 مليون جنيه إسترليني لتطوير الجهاز الجديد، وهو في الأساس جهاز التصوير المقطعي البصري (OCT) المعاد تصميمه. والجهاز المذكور أداة يستخدمها فاحصو البصريات لفحص الجزء الخلفي من العين.
ويُطلق على الاختبار المستخدم حاليًا للكشف عن فقد الحس في أطراف مرضى السكري، اسم monofilament.
وقال الدكتور علم: “بدلًا من الاضطرار إلى إجراء قياسات للأعصاب، يمكننا استخدام الصورة بأكملها لاكتشاف تلف الأعصاب والتنبؤ فعليًا بمن سيطوره”.
وافترضت دراسة أجريت في تموز، أن أكثر من مليار شخص على مستوى العالم سيمكنهم أن يتعايشوا مع مرض السكري، في العقود المقبلة.
واعتبرت الورقة البحثية، التي نشرتها مجلة The Lancet Diabetes and Endocrinology، أن حوالي 1.3 مليار شخص سيصابون بحلول عام 2050 بمرض السكري – أي أكثر من ضعف الـ529 مليون حالة في عام 2021.
ومن المتوقع أن تنتهي الدراسة في عام 2027، وتؤدي في النهاية إلى تجربة سريرية تجريبية للتحقق من صحة متطوعين أصحاء ومصابين بالسكري، في مستشفى جامعة آينتري في ليفربول.
ويتوقع الدكتور علم أن يكون الذكاء الاصطناعي “جانبًا مهمًا في جميع أنظمة الرعاية الصحية في مرحلة ما”، ولكنه “سيحتاج إلى مزيد من التطوير” قبل اعتماده على نطاق واسع.