غرق منذ بداية العام في مياه البحر الابيض المتوسط، زهاء 2000 شخص، بحسب خفر السواحل الايطالية، غالبيتهم من شمال افريقيا، خسروا ارواحهم “من اجل حياة افضل” في اوروبا، في حين تنقذ كل يوم زوارق الدوريات الإيطالية وسفن تابعة لمنظمات غير حكومية المئات من الذين يحاولون الهرب من الظروف المقيتة التي يعيشونها في بلادهم.
فقد وصل في اليومين الفائتين زهاء 2000 شخص إلى لامبيدوزا الجزيرة الإيطالية الأقرب للمياه التونسية. وقال ناجون من حادثة غرق سفينة قبالة الجزيرة لوسائل إعلام محلية، أن 41 مهاجرا لقوا حتفهم وانهم كانوا على متن قارب انطلق من صفاقس في تونس وغرق أثناء رحلته إلى إيطاليا.
منذ بداية التسعينيات والحكومات الايطالية تحاول مساعدة الدول التي هي في طور النمو من اجل حل معضلة الهجرة غير النظامية، التي تؤثر بشكل كبير ايضا على البلدان المضيفة وخصوصا ايطاليا، وقد عقدت اخيرا قمة في روما من أجل هذا الهدف، وتم فيها الاتفاق على اعتماد اساليب تعاون جديدة بين البلدان التي ينطلق منها المهاجرون والبلدان المضيفة على غرار الاتفاق النموذجي بين الاتحاد الاوروبي وتونس بهدف الحد من وصول المهاجرين الى القارة الاوروبية، كذلك حددت رئيسة الحكومة الايطالية جورجيا ميلوني اولويات ما سمته “مسار روما” الذي يتمحور حول ادارة تدفقات الهجرة، دعم اللاجئين والوصول الى تعاون واسع النطاق لدعم تنمية افريقيا. ولكن رغم كل الجهود التي تبذل، يستمر تدفق النازحين الى اوروبا وتستمر المأساة الانسانية.