كثيرون سخروا مما قاله البروفيسور الأميركي Avi Loeb الفيزيائي الفلكي بجامعة هارفارد، عن جسم كويكبي النوع، اخترق الفضاء بسرعة 209 آلاف كيلومتر بالساعة، ووصل في 8 يناير 2014 إلى حيث احترق في الغلاف الجوي للأرض، ثم انصهر واستقر في أعماق قريبة بالمحيط الهادي من جزيرة “مانوس” التي تستأجرها أستراليا من دولة بابوا نيو غينيا.
ما قاله مدير معهد Institute for Theory and Computation التابع لمركز معروف باسم “هارفارد- سميثسونيان للفيزياء الفلكية” عبّر عن اعتقاد معزز بأدلة، من أن ما وصل واحترق بغلاف الأرض الجوي مختلف عن كل المعروف من كويكبات ونيازك النظام الشمسي، لأن سرعته البالغة 58 كيلومترا بالثانية تؤكد بأنه ليس مثلها، ولأنه لم يكن يدور حول الشمس، لذلك فالمرجح أنه قسم من جسم ربما “صنعته” حضارة خارج الأرض، فيما لو لم يكن طبيعيا.
وطلب البروفسور البالغ 51 عاما، من “قيادة الفضاء الأميركية” تمويل عملية بحث في الأعماق، بحسب وسائل إعلام عدة، بينها صحيفة “التايمز” البريطانية، وفيها أن موافقة جاءته قبل عام بتخصيص مليون و500 ألف دولار للقيام بعمليات البحث، فطلب المدد من النيوزيلندي Rob McCallum المستكشف البحري ومؤسس شركة Eyos Expeditions للرحلات الاستكشافية.
واستعانت الشركة بفريق من علماء وخبراء، صمم مزلجة مغناطيسية لرصد المعدنيات بقاع المياه التي غرق فيها الجسم الذي سماه العلماء CNEOS 2014-01-08 البالغ طوله مترين بعرض 45 سنتيمترا، وتمكنت بعد 26 رحلة غوص من العثور على “أول مادة من خارج نظامنا الشمسي، يضع البشر أيديهم عليها” وفق تعبير البروفيسور، الوارد بسيرته أنه ألف 8 كتب وشارك بتأليف أكثر من 800 ورقة عمل علمية في الفيزياء الفلكية وعلم الكونيات.
أما الذي التقطته المزلجة من المنصهر في الأعماق، فكان 50 شذرة معدنية، حجمها من 0.1 إلى 1 ملليمتر، وظهر من تحليل أولي لتركيبتها أن معظمها من الحديد مع القليل من النيكل، وهو ما لا يتطابق مع نيازك وكويكبات تم العثور عليها سابقا في النظام الشمسي، ما يؤكد صدورها عن عالم آخر في الفضاء، بحسب ما يتفاءل البروفيسور الساعي للقيام بتحليل مكثف لمعرفة ما إذا كانت الكرويات الشذرية بقايا إنتاج صناعي “عندها سيكون التأثير على البشرية أكبر بكثير” لأنها ستصبح أول دليل على وجود حياة خارج الأرض، وكائنات ذكية وحضارات خارجها أيضا.