تشق مصر الصحراء لإنشاء أكبر نهر اصطناعي شمال غرب البلاد بجوار محطة الضبعة النووية ضمن المشروع المعروف بـ”مشروع الدلتا الجديد”.
وقال أستاذ الموارد المائية والري، عباس شراقي، في تصريحات لـRT إن النشاط الزراعي في مصر خلال السنوات الأخيرة يمتد لتنفيذ عدة مشروعات قومية كبرى بينها مشروع زراعة مليون ونصف المليون فدان اعتماداً بنسبة 80% على المياه الجوفية غير المتجددة معظمها في الصحراء الغربية، والمشروع الثاني هو “الدلتا الجديدة” غرب الإسكندية لزراعة 2,2 مليون فدان اعتمادا على المياه السطحية من فرع رشيد، ومياه الصرف الزراعي بعد معالجتها من خلال النهر الاصطناعي الذي سوف ينقل المياه من أكبر محطة “الحمام” وهي أكبر محطة للمعالجة في العالم والتي سوف يتم الانتهاء منها خلال أسابيع، وجزء من المياه الجوفية.
وتابع شراقي: “يعد مشروع النهر الاصطناعي من أهم المشروعات المائية في السنوات الأخيرة من حيث الإنشاءات الهندسية والأهمية الاقتصادية، فهو عمل هندسي عملاق يتكون من ثلاث قنوات يتم إنشاؤها في ظروف مختلفة عن باقي قنوات الري في مصر، حيث ينقل المياه إلى مناطق صحراوية مرتفعة عن نهر النيل بأكثر من 100 متر”.
وأشار إلى أن: “القناة الأولى بطول 42 كم، منها 26 كم مواسير، 16 كم قناة مكشوفة لنقل حوالي 10 مليون متر مكعب من فرع رشيد ضمن مشروع مستقبل مصر الذي يمثل المرحلة الأولى من المشروع الكبير الدلتا الجديدة، بإجمالي حوالي 3,5 مليار متر مكعب سنويا لري حوالي 600 ألف فدان، بالإضافة إلى آبار مياه جوفية لري 450 ألف فدان باجمالي 1,05 مليون فدان، يوجد بها ستة محطات كبيرة لرفع المياه، كما أنه يعبر بحيرة مريوط بعمل هندسي من ردم أجزاء من البحيرة وضغطها ثم إقامة القناة ومحطة الرفع”.
ونوه بأن: “القناة الثانية تمتد بطول حوالي 170 كم من محطة الحمام لنقل 7 ملايين متر مكعب/يوم بإجمالي حوالي 2,5 مليار م3 غربا إلى جنوب الضبعة لري حوالي 800 ألف فدان منها 22 كم مواسير بطول 220 كم وقطر 3 م، 148 كم قناة مكشوفة مبطنة الجانبين والقاع، وبها 13 محطة رفع للمياه”.
وتابع شراقي: “القناة الثالثة ضمن مشروع “جنة مصر” وهي خطان للمواسير بطول 12 كم لري حوالي 64 ألف فدان، من محطتي معالجة مياه الصرف الجنوبية والغربية بمدينة 6 أكتوبر، وتحلية مياه جوفية مالحة من خلال 132 بئر جوفية، وعدد ثلاث محطات رفع للمياه”.
وأشار أستاذ الموارد المائية المصري عباس شراقي إلى أن تكلفة مشروع الدلتا الجديدة تصل إلى 160 مليار جنيه، ويساهم في سد وتقليل الفجوة الغذائية بالتعاون مع باقي المشروعات الزراعية، والتحدي الأكبر الآن هو توفير المياه اللازمة حيث أن النيل قد لا يتحمل ضخ الكمية المطلوبة من السد العالي، ومحدودية الحصة السنوية الثابتة ومقدارها 55.5 مليار متر مكعب، كما أن المياه الجوفية ذات ملوحة مرتفعة، وليس بالضرورة زراعة المساحة الكلية المستهدفة فإذا زرعنا مليون فدان فسوف يكون إنجازا كبيرا يستكمل بمشروعات أخرى صناعية وخدمية لنقل أكبر عدد من السكان، ولتعظيم الاستفادة من النهر الاصطناعي يجب التركيز على زراعة محاصيل تجود في الأراضي الصحراوية المصرية ذات عائد مرتفع للاستغلال الداخلي أو للتصدير لسداد جزء من تكلفة المشروع، واستيراد المحاصيل الرخيصة مثل القمح والذرة.
المصدر: RT