/ زينة أرزوني /
فيما السياسة في إجازة، لاحت من اهالي القرنة السوداء دخان “الفتنة” التي بدأ التحضير لها، غداة الحادثة الاليمة التي اودت بحياة شابين من ال طوق، التحقيقات لم تصل الى اي نتيجة حتى اللحظة، المعروف فقط انهما قتلا برصاص قنص على ارض تشهد نزاعاً عقارياً منذ سنوات بين بلديتي بقاعصفرين وبشري حول القرنة السوداء.
الصراع كان قد بدأ منذ سنوات حول بركة مياه لريّ المزروعات في جرود بقاعصفرين الضنية، ما لبث ان حول النزاع بين بشرّي والضنية إلى بركة عالمية.
في الاصل هي بركة مياه اصطناعية، تُريد بلدية بقاعصفرين (قضاء الضنية) إنشاءها في القرنة السوداء، والأعمال يُنفذها “المشروع الأخضر”(التابع لوزارة الزراعة في موقع على “تلّة سمارة”، النقطة المُتنازع عليها عقارياً بين بشرّي والضنية.
في 22 آب عام 2019، أُعطي المتعهد إذن المباشرة بالأعمال، ما أدّى إلى إعادة تفجّر الخلاف بين بلدتَي بقاعصفرين وبشرّي. فالأولى ترى أنّ المشروع سيُسهم، في حال إنجازه، بإنهاء معاناة أكثر من ألفي شخص، في جرد النجاص جرود بقاعصفرين يعتاشون من قطاع الزراعة. في حين أنّ الاعتراض في بشرّي قائم على أنّ إنشاء البركة مُخالف للقوانين، أولاً لأنّها تقع ضمن النطاق العقاري لقضاء بشرّي، وثانياً لأنّ أعمال الحفر تتمّ على علو 2650 متراً (في الجهة المقابلة.
الخلافات على جرّ المياه بين القضاءين قديمة، نزاع مُستمر منذ قرابة العشر سنوات. تجرّ بقاعصفرين المياه من القرنة السوداء، لتعويض النقص لديها، فالمنطقة تخلو كلّياً من الينابيع، واعتمد القاطنون فيها صيفاً على مدّ أنابيب بلاستيكية باتجاه “القرنة”، وتخزين مياه “كومات” الثلوج في برك ترابية صغيرة، مُغلفة من الداخل بالنايلون، استُخدمت لرّي المزروعات.
كان يفصل في الاشتباكات الثنائية السابقة، مديرية المخابرات في الجيش اللبناني – الشمال، وآخر اتفاق قضى بإبقاء مدّ أربعة نباريش مياه من ثلاجات القرنة السوداء، من أصل عشرة، بشكل مؤقت إلى حين انتهاء المواسم الزراعية الصيفية، والانتهاء من العمل في بركة العطارة في جرد بقاعصفرين.
وفي15 حزيران عام 2021، طالبت قائمقام قضاء المنية ـ الضنية، رولا البايع، في كتاب وجّهته إلى رئيس بلدية بقاعصفرين بلال زود، باتخاذ قرار بإلغاء العمل بالشعار الجديد للبلدية، والذي وضعته سابقاً، وذلك بعد شكوى تقدّمت بها بلدية بشرّي إلى محافظ الشمال، رمزي نهرا، تقضي بمنع بلدية بقاعصفرين من استعمال صورة واسم القرنة السوداء في شعار البلدية.
وبرّر نهرا، في كتاب الإحالة إلى البايع، طلبه بالقول إن منطقة القرنة السوداء متنازع عليها عقارياً، بين بلديتي بقاعصفرين وبشري، وهو موضوع عالق أمام القضاء المختص.