كتبت أريج الدنف:
ينتظر الاطفال عيد الاضحى بفارغ الصبر كل عام ليتذوقوا ما لذ و طاب من حلويات الكعك و المعمول و ليستمتعوا بالمفرقعات النارية بين الازقة و في الساحات.
لكن جنون سعر الصرف و ارتفاع الاسعار اطاح بأحلامهم البريئة..قلة قليلة من البيوت التي جهزت حلوى العيد و اقتصرت على الكعك فقط الذي بلغت تكلفة الكيلو الواحد بين ٨٥٠٠٠٠ ليرة لبنانية و ال ١١٠٠٠٠٠ حسب نوعية المواد المستخدمة. و يعد هذا الرقم بسيطا جدا لعائلة ميسورة تتقاضى اجرها بالدولار و ضخما او ثلث معاش من يتقاضى باللبناني. ام اسعار الجوز و الفستق فتراوحت بين ال ٤٠٠٠٠٠ و ال٦٠٠٠٠٠ للأوقية الواحدة و هو ما يكفي لتحضير تقربيا دزينة و نصف من المعمول. اما اسعار الدزينة الجاهزة فتراوحت بين ال ٨٥٠٠٠٠ و ال١٢٠٠٠٠٠ حسب نوع الحشوة.و بهذا كان المعمول صعب المنال لكثير من العائلات. اما بهجة الاطفال في العيد و هي “الفرقيع”، اصبحت هذا العام حسرة الاطفال لانعدام القدرة الشرائية، فاسعار المفرقعات بالدولار و نبدأ من نصف دولار للمفرقعات البسيط جدا التي تستهوي اعمار الثلاث او اربع سنوات و ترتفع لتصبح ١٠ دولار لبعض الالعاب الثقيلة.اذن، متوسط المبلغ الذي يجب رصده هو بين ال ٥ و ١٠ دولار كحد اقصى للطفل للواحد ليمرح و يستمتع بالعيد. و هذا المبلغ هو أيضا مبلغا هائلا لكثير من العوائل اللبنانية المستورة لا سيما اذا كان هناك اكثر من طفل في العائلة الواحدة و هذا خال أغلب العائلات. اما ثياب العيد، فلم تعد هاجس الاطفال و ذويهم،فمأدبة العيد، اذا تمكنوا من تحضيرها، أجدى و أنفع لهم، و معع ذلك فان الاسعار مرتفعة باللبناني رغم انها بسيطة على سعر الدولار، و الدولار ليس بيد الطبقة المحرومة التي بحاجة حقا لتفرح.
بعدما ضحى اللبناني بالغالي و الرخيص، هل ستضحي الطبقة السياسية بالقليل من كبريائها و تفسح المجال لنشوء لبنان جديد يرمم ضحكات الاطفال المحرومة و يحاكي تطلعات الشباب ليبقى بالوطن ام اننا سنبقى نصارع جميعا، لعل يد غريبة او الهية تمتد و تنتشلنا من مأساتنا و تضعنا على بر الامان من جديد؟ أعاد الله العيد على الجميع بالخير و اليمن و البركة و على لبنان الحبيب بالأمن و الاستقرار و البحبوحة.