اشارت “الأنباء” الكويتيّة الى ان الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، حمل أوراقه اللبنانية وعاد الى باريس ليعرضها على الرئيس إيمانويل ماكرون، ويستخلص منها المقترحات الشافية من الفراغ الدستوري القائم، بالتنسيق مع دول «اللقاء الخماسي» المهتمة بالشأن اللبناني وهي: الولايات المتحدة، السعودية، مصر، قطر وفرنسا.
ولفتت الصحيفة الى ان هذه الأوراق تتضمن خلاصة آراء وتطلعات القوى السياسية اللبنانية المتصارعة على حلبة رئاسة الجمهورية، وعلى أمل عودته قبل 14 تموز المقبل، ومعه الحلول المرتجى أن تكون قادرة على إخراج لبنان من الحفرة التي جره إليها العهد السابق والمنظومة السياسية المتناغمة معه.
وإذ أعلن لودريان في بيان أنه سيعود «مجددا إلى بيروت في القريب العاجل لأن الوقت لا يعمل لصالح لبنان»، فإنه أكد على انه سوف يعمل «على تسهيل حوار بناء وجامع بين اللبنانيين من أجل التوصل إلى حل يكون في الوقت نفسه توافقيا وفعالا للخروج من الفراغ المؤسساتي والقيام بالإصلاحات الضرورية لنهوض لبنان بشكل مستدام».
وسجلت المصادر المتابعة لحركة لودريان السياسية بعض المواقف القابلة للتفسير من قبل طرفي الصراع الداخلي: «الممانعة» وطليعتها الثنائي الشيعي «أمل – حزب الله» و«المعارضة» ويتصدرها الثلاثي المسيحي «حزب القوات اللبنانية – التيار الوطني الحر – حزب الكتائب اللبنانية». اذ ان تمييز لودريان لمرشح «الثنائي» سليمان فرنجية، عبر دعوته لغداء عمل في قصر الصنوبر، أعطاه الفريق الممانع الكثير من الدلالات.
ويقلل المعارضون من أهمية هذا التمييز بالقول إنه جاء بديلا عن انتقال لودريان إلى بنشعي مقر إقامة فرنجية، في الوقت الذي زار فيه معراب، بعد اعتذار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن عدم الذهاب الى قصر الصنوبر لأسباب أمنية، ومن ثم إلى وزارة الدفاع للقاء قائد الجيش العماد جوزاف عون.
لودريان اختتم زيارته للبنان بلقاء وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب وبرفقته سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو ووضعه في أجواء لقاءاته مع الأطراف اللبنانيين، على أن يواصل اتصالاته قريبا بحسب بيان صادر عن مكتبه، ولم يعقد مؤتمرا صحافيا، كما سبق ان التزم، وحافظ على مقولة «المجالس بالأمانات»، وغادر محملا بالتناقضات اللبنانية، تاركا للمتناقضين تفسير حركته الاستطلاعية، كل بحسب رؤيته والمصلحة.