بقلم وفيق الهواري
مر اسبوعان على موضوع ترميم وتأهيل مركز تجميع المياه المبتذلة في مدينة صيدا، واستثناء المركز من الاتفاقية الموقعة بين وزارتي الطاقة والبيئة وبين الاتحاد الاوروبي واليونيسيف من دون أن تشهد المدينة والقوى المعنية فيها أي متابعة جدية للموضوع يصل إلى تقديم حلول ممكنة لارتفاع نسبة التلوث الناتج عن المياه المبتذلة. خلال الأسبوع الماضي اعلنت المسؤولة في معهد البحوث العلمية تمارا الزين ان النتائج التي سيعلنها المركز تشير الى عدم امكانية السباحة على الشاطىء الصيداوي بسبب ارتفاع نسبة تلوث مياهه. يعود سبب ذلك بشكل رئيس الى تدفق المياه المبتذلة الواصلة الى المدينة على الشاطىء.
وبعد الإعلان عن ذلك لم يبادر اي مسؤول في الجهات المعنية على اتخاذ اي تدبير او وضع خطة لمواجهة هذه المصيبة.من جهة اخرى تابع النائب الدكتور عبد الرحمن البزري موضوع صيانة وتشغيل منشآت الصرف الصحي في منطقة سينيق، والتقى في وزارة الطاقة والمياه مع وزير الطاقة الدكتور المهندس وليد فياض وبحضور رئيس مصلحة مياه لبنان الجنوبي الدكتور وسيم ضاهر، إضافة لممثلين عن السوق الأوروبية المشتركة واليونيسف، وتمّ الإتفاق على البدء قريباً بصيانة وتشغيل منشآت الصرف الصحي في المدينة من قبل مصلحة مياه لبنان الجنوبي على أن تقوم السوق الأوروبية المشتركة بتقديم الدعم لاحقاً لعمليات الصيانة والتشغيل، وذلك من أجل حماية وسلامة الشاطئ الصيداوي.
ماذا يعني مضمون هذا الخبر سوى تكليف مؤسسة مياه لبنان الجنوبي القيام باعمال الصيانة والتأهيل وهي المؤسسة العاجزة عن اجراء اي عملية تأهيل جدية في شبكات مياه الشفة فكيف يطلب منها القيام بمهمة تفوق امكاناتها.وفي متابعة لهذا الموضوع تبين ان العقد بين المتعهد بتشغيل المركز وصيانته وبين وزارة الطاقة قد انتهى، ومن الطبيعي ان تقوم مؤسسة مياه لبنان الجنوبي بتشغيله ولكن بدون ان يكون هناك أي امكانية لحل المشكلة انطلاقا من شبكات الصرف والمضخات وصولا الى المركز نفسه.
اما الحديث عن اتفاق شفهي مع اليونيسيف لإضافة مركز صيدا على اللائحة فيبقى هذا مجرد حديث لا يحسمه سوى اقدام وزارتي الطاقة والبيئة والاتحاد الأوروبي واليونيسف على الإعلان عن ذلك بتوقيع جديد واعلان علني وغير ذلك يبقى كلاما للاستهلاك.
تبقى ملاحظة اخيرة، وبعد نشر المقال الماضي حول تغييب مدينة صيدا والذي تضمن لائحة بأسماء المحطات المنوي إصلاحها وترميمها، تلقيت اتصالا من احدى المواطنات في بلدة معينة تبدي استغرابها لان بلدتها لا تحوي اي محطة وأن المياه المبتذلة تصب في احدى البرك، مع العلم ان المعلومات الرسمية المتداولة تقول ان المحطة انتهى العمل فيها عام ٢٠١٦ وانها كلفت الاف الدولارات. من جهة اخرى، ما هي قصة مركز تجميع المياه المبتذلة في صيدا وماذا جرى فيه؟؟.
في العقد الاول من القرن الحالي أنجز مركز التجميع من خلال مجلس الإنماء والأعمار ونفذته شركة عثمان عثمان المصرية، وقد ربطت يومها مجارير ٥٥ بلدة وقرية بالمركز وارتكبت مجزرة بيئية من خلال جمع مجاري المياه الطبيعية مع المجارير وهذا يعني استحالة دفع المياه المبتذلة بشكل دائم الى المركز، واقيمت مضختان على الساحل لضخ المياه الى المركز، والمصيبة الاخرى كانت بمد انابيب الصرف الصحي في مجرى نهر سينيق تحت حجة تخفيف الاستملاكات. لكن هذا المركز ومحطات الضخ اليه بقي مقفلا لسنوات حسب تقرير لبلدية صيدا، الى ان تم افتتاحه في ١٢ أيلول ٢٠١٢، لكن ذلك لا يعني انه كان يعمل ويضخ المياه المبتذلة الى مسافة ٢٠٠٠ متر داخل البحر، المياه المبتذلة لم تكن تخضع لمعالجة صحيحة وكانت تضخ الى مسافة ١٨٠ متر فقط بسبب ثقب كبير في الأنبوب الموجود في البحر، حسب تقرير لوزارة البيئة، وكانت تشرف على المركز شركة متعهدة بموجب عقد بلغت قيمته اكثر من مليون دولار سنويا.
الان العقد انتهى، هل يبادر إتحاد بلديات صيدا الزهراني ووزارتي الطاقة والبيئة والقوى السياسية المعنية على وضع خطة للمعالجة ام يبقى الامر تصريحات في وسائل الإعلام او تجاهل للمشكلة؟؟