تُدرك قيادتا “الثنائي” بأنّ طريق بعبدا زُرِعت بالمكامن، وأنّ ترشيح أزعور رصاصة لاغتيال رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية سياسياً في أول جلسة انتخاب… التقاطع والتقاء المصالح بين معراب والصيفي وودائعهما من النواب التغييريين والمستقلين، وبين ميرنا الشالوحي، على إقصاء فرنجية، سيدفعهم إلى حشد أقصى طاقتهم النيابية للتصويت لأزعور، ولو لم يفُزّ من الدورة الأولى أو الثانية.
ويقول مطّلعون لـ”الجمهورية”، إنّ مخطّط المعارضة هو استدراج “الثنائي” لخوض المعركة بفرنجية، بعد أن يعلن الأخير ترشّحه رسمياً، وتأتي النتيجة فوز أزعور على فرنجية بعدد الأصوات في الدورة الأولى أو تعادلهما، ويتكرّر “السيناريو” مرات عدّة، فيُصار إلى إسقاطهما والبحث عن مرشح ثالث “توافقي”، المرجح أنّه قائد الجيش العماد جوزاف عون.
مصدر سياسي رفيع في “الثنائي الشيعي” يحذّر من أنّ ترشيح أزعور سيؤدي إلى فراغ طويل في رئاسة الجمهورية، وسينثر أجواء التوتر السياسي والطائفي، ويكرّر سيناريو الـ1989 “مخايل الضاهر أو الفوضى”، فهل قرّرت المعارضة أخذ البلاد إلى الفوضى؟ وهل يتحمّلها لبنان ويعاكس مناخ التفاهمات العربية السعودية ـ الايرانية- السورية؟.
وكشف المصدر، أنّ “الثنائي يُعِدّ لمواجهة كافة الاحتمالات والسيناريوات، وسيكون بالمرصاد لأي سيناريو في المجلس لتمرير أزعور، وسيقرّر خطواته وفق مسار الجلسة…”، وإذ يتكتّم المصدر عن خطة المواجهة، يجزم في “أننا لن نسمح بانتخاب أزعور، وسنُسقطه في المجلس لأنّ انتخابه سيهدّد الأمن والإستقرار”.
ويتساءل المصدر: “ما هي المواصفات التي يتمتع بها أزعور وتميّزه عن فرنجية؟ وما الذي يجمع الداعمين لأزعور سوى العداء لفرنجية؟ فرئيس التيار النائب جبران باسيل بنى كتاب “الإبراء المستحيل” على أكتاف أزعور، وبات صديقه الآن! أما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فيناور لإخفاء مرشحه الحقيقي… فيما قوى التغيير يناقضون أنفسهم بترشيح أحد المشاركين في السلطة منذ التسعينات، لكن الهدف بات أكثر وضوحاً… حشر “الثنائي” وإحراجه ودفعه إلى التراجع وكسره سياسياً”. لكن المصدر يؤكّد “أنّ هذا الأمر زادنا عناداً وإصراراً على التمّسك بمرشحنا”.