تغيرات متلاحقة شهدتها الأحوال الجوية في مصر خلال الأيام الماضية، من عاصفة ترابية إلى أمطار صيفية، مرورا برياح شديدة تسببت في سقوط لوحات إعلانية.
وقال خبير المناخ مجدي علام، في تصريحات لصحيفة “المصري اليوم” المصرية، إن ما تتعرض له الأحوال الجوية في مصر هو جزء من سلسلة من التغيرات المناخية يشهدها الكوكب بأكمله، هذه التغيرات مؤشر على تحول التغيرات المناخية لانقلاب مناخي، تأثيراته بدأت في الظهور في كثير من أنحاء العالم حاليا، وظهرت في كل دولة بوجه مختلف، منها حرائق الغابات والجفاف والتصحر.
وأضاف: تغيرات الأحوال الجوية في مصر هي جزء من ظاهر مناخية تسمى “الظواهر المناخية الجامحة”، وهي شديدة الخطورة، وهذه النوعية من الظواهر تبدو نادرة الحدوث كل مئات السنوات، ومعناها خلل شديد في الدورات المستقرة للمناخ، والفصول الأربعة فيتقلب معها الدورات الأساسية الصيف والربيع الخريف والشتاء، في يوم واحد قد نراهم جميعًا.
وعن سبب تغير الأحوال الجوية مؤخرا، قال علام، إن تفاقم هذه التغيرات يأتي بفعل تضخم حجم الأدخنة الصناعية والاحتباس الحراري وتأثر الغلاف الجوي مما ألغى ثبات الفصول فكسر استقرارها ويكاد رجوعها لدورات متتالية مثلما اعتدنا أصبح أمر صعب جدًا.
وتابع: التغيرات المناخية لا تحدث في يوم وليلة، فهي تستغرق عقودا تبدأ من 10 سنوات حتى ألف سنة، سابقا كنا نتعامل مع تغيراتها كل 10 سنوات لكن أصبحنا “مش ملاحقين عليها”، فهي تسير بوتيرة سريعة جدا، لذا التغيرات التي حذرنا منها مرارا وتكرارا سابقً، نجني ثمارها اليوم، فاصبح الغلاف الجوي غير قادر على امتصاص الحرارة التي تتصاعد من كوكب الأرض فتعود إلينا مرة أخرى، بكل محتواياتها من أدخنة صناعية وكيميائية.
وأضاف أن العاصفة الترابية وتغيرات الأحوال الجوية في طقس القاهرة الكبرى وأرجائها لن يستمر كثيرا، لأنها ليست ظاهرة موسمية، بل تغير عابر أو مؤقت للأرصاد الجوية لذا لا يمكننا تحديد مدة مؤكدة لها فأحيانا تنتهي في يوم، وأحيانا تدوم 10 أيام أو شهرا، نظرا لعدم ثبات الفصول في حلقة مستقرة كما اعتادنا سابقا فأصبحنا نشاهد في اليوم الواحد ثلاث ظواهر متباينة من فصول مختلفة.
المصدر: المصري اليوم