قالت مصادر مطلعة على أجواء التحركات والاتصالات المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي لـ”الجمهورية”، “انه تبيّن من الاتصالات حتى الآن انّ المعارضة غير موحدة على اسم أزعور نتيجة موقف تكتل “لبنان القوي” الذي جاء مدروساً لجهة عدم السير في خطى رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل الانتحارية لأسباب تتّصِل برفضه ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية لاعتبارات شخصية، إذ لا مجال لذلك في الخيارات خصوصاً المصيرية منها.
وثمّة من يعتقد أنّ باسيل كان اكبر الخاسرين في اليومين الماضيين، فإذا به يكشف ضعفه وعدم قدرته على الامساك بزمام المبادرة في التيار، على رغم حضور عمه الرئيس ميشال عون اجتماع تكتل “لبنان القوي”، أضِف الى سقوط ما تمّ تسويقه غداة الانتخابات النيابية من انّ تكتل باسيل هو الاكبر، وبالتالي باتَ رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع هو صاحب اكبر تكتل نيابي مسيحي مُتماسك. كما انّ باسيل قد خسر في الوقت عينه حليفه الإستراتيجي “حزب الله” في الوقت الخطأ حيث انه تخلّى عن هذا الحليف في زمن تثبيت خيار المقاومة، وهذا ما أشار إليه بيان القمة العربية الذي انعَقد في جدة.
امّا الخاسر الثاني فهو جعجع الذي لطالما وضعَ معياراً لنفسه هو عدم ثقته بباسيل الا اذا تأكد من اقتراعه لأزعور، لكن بيان تكتل “لبنان القوي” جاء مُخيباً له ولكنه آثَرَ الصمت تَلافياً للنقاش داخل “القوات” الذي لا يرتاح الى باسيل كما للاحراج امام المملكة العربية السعودية التي لا تَستسيغ باسيل على الاطلاق، وهي كانت قد رفعت “الفيتو” عن فرنجية بإيجابية مُلفتة ولم تكن لتعترض على ايّ تعاون بين الاثنين، أي جعجع وفرنجية، انسجاماً مع صورة المنطقة.
امّا في الشق المتعلق بالفرنسيين فلا شيء قد تبدّل على الاطلاق، لا بل انّ المصادر المطلعة اكدت انّ ماكرون كان واضحاً مع البطريرك من انه لن يكون هناك رئيس في لبنان لا يرضى عنه “حزب الله”، أضِف الى انّ الاصطفاف الجديد لم يَرتكِز على أسس ثابتة اذا ما قيس الأمر بالمعيار الوطني للاستحقاق الرئاسي، حيث انّ شريحة واسعة من الشارع السني لا تحبّز البَصمة الباسيلية على اي رئيس قادِم، خصوصاً انها تعتبر فرنجية يدفع ثمن وطنيته وخطابه اللاطائفي على مر التاريخ.
كما تعتبر المصادر انّ كفّة الترجيح ستكون سعودية في الايام المقبلة انسجاماً مع تقدّم المسار الفرنسي ـ السعودي بالنسبة الى ما يتعلق بالملف اللبناني، حيث انّ ما تم إنجازه لن يتم التفريط به، لا بل يُراد البناء عليه في المستقبل وهذا ما عكسه ماكرون بطريقةٍ غير مباشرة للبطريرك الراعي من انه على المسيحيين أن يَتّعِظوا من التاريخ، وأن ينخرطوا في الاجواء الاقليمية المستجدة.