اعتصام مهندسو صيدا ضد البلدية لنزعها يافطات تطالب بمعالجة صحية للنفايات.

بقلم وفيق الهواري

في الوقت الذي كان الحريق مستمرا في جبل النفايات جنوبي مدينة صيدا، اعتصم مساء اليوم الأربعاء ٣١ ايار ٢٠٢٣ عدد من مهندسي مدينة صيدا والجوار وعدد من الناشطين امام مدخل بلدية صيدا احتجاجا على قيام البلدية بنزع يافطات كان المهندسون قد رفعوها صباح الأمس الثلثاء ٣٠ ايار ٢٠٢٣ في أماكن مختلفة من مدينة صيدا وبعد ساعتين من تعليق اليافطات قام عمال البلدية وبقرار من رئيس المجلس البلدي المهندس محمد السعودي بنزعها.


وكان قد كتب على اليافطات الشعارات الاتية:

(الحلم صار حقيقة، والجبل صار حريقة)
(صيدا جوًا وبرًا وبحرًا محتلة من معمل الموت…. حرروها)
(أوقفوا انتشار السرطان في أجواء المدينة وجوارها)
(هيدا معمل؟ أو مكب؟ أو محرقة؟)

ويبدو ان هذه الكلمات قد استفزت المجلس البلدي وقام عمال البلدية بنزعها.
وهذا ما دفع المهندسون الى اصدار البيان الآتي:

إزاء صمت المسؤولين أو الاحتجاج الخجول من البعض على كارثة النفايات ومعملها في صيدا، بادرنا نحن مجموعة من “مهندسون من صيدا والجوار” صباح الثلاثاء 30 أيار ٢٠٢٣ إلى تعليق عدد من اليافطات في بعض شوارع مدينتنا لإدانة الاستهتار بصحة أهلنا، والتعبير عن صرخاتهم المكتومة ومعاناتهم جرّاء ما يحدث في “معمل” فرز النفايات غير العامل. كما هدفنا إلى حثّ البلدية كي تواجه هذه المعضلة بجدية . بدلًا من ذلك، جاء حل هذه المشكلة عند البلدية (وشركائها) عبر إزالة اليافطات بدلاً من إزالة سلسلة جبال النفايات، ظانّين أنّ التعتيم على حرائق جبل النفايات وسمومه يُحسن الوضع البيئي في المدينة، ويُعيد للصيداويين صحتهم ويُبعد عنهم شبح الأمراض.
إن ازالة اليافطات أسلوب قمعي يندرج في خانة كمّ الأفواه وتقييد الحريات من قبل السلطة المحلية التي لم تحرّك ساكنًا إزاء احتلال الأرصفة والملك العام، واستباحة فضاء المدينة من قبل أصحاب المولدات (بل واتخاذهم شركاء لها لتحصيل دولار عن كل منزل)، وسكتت عن بائعي السمك الفاسد، وغيرها من التجاوزات في المدينة. أما أن يصل بها الأمر إلى السكوت عن الإضرار بصحة الناس وبيئة المدينة، فتلك جريمة موصوفة لن نسكت عنها.
وعليه، فإننا لن نكتفي التعبير عن غضبنا وإنزعاجنا واستيائنا العميق من تصرفات البلدية غير الديمقراطية في نزع اليافطات. وهو تصرف يعكس عدم احترام حقوق المواطنين بالمطالبة بأدنى حقوقهم، وهو العيش في بيئة نظيفة، ويبرهن عن عدم احترام البلدية لحقهم بالتعبير عن معاناتهم، ويمثّل انتهاكًا صارخًا للمبادئ الديمقراطية التي يجب أن تسود في أي مجتمع حر. ونطالب البلدية بإعادة تعليق اليافطات والتحرّك الجدّي فورًا لوضع حدّ لمشكلة النفايات بطريقة فعالة ومستدامة، والتعاون مع المواطنين والمجتمع المدني والمؤسسات القادرة على إيجاد حلّ لهذه الكارثة البيئية التي لم تشهدها المدينة من قبل حتى في أحلك أيام الحرب.

كما ان نزع اليافطات دفعت النائب الدكتور أسامة سعد للتعبير عن رفضه لهذه الممارسة القمعية فكتب:
“أمر مستهجن و مرفوض أن تزيل بلدية صيدا لافتات تحتج على الاوضاع البيئية المتردية في المدينة وجوارها … ‏ تدعو اللافتات إلى تدخل البلدية لوضع حد لجرائم معمل النفايات البيئية والصحية والمالية… ‏أمر مقلق وخطير منع اللافتة وإهمال كل القضية !!!” …..

يجري كل هذا في ظل سياسة المماطلة واللامبالاة التي تمارسها السلطة المحلية والوزارات المعنية.