أثارت “جماعة القربان” التي ظهرت أخيراً في محافظة ذي قار جنوب العراق استغراب الأوساط الشعبية والسياسية حول الأفكار التي تتبناها، والتي تؤدي إلى وفاة أصحابها عبر نظام “القرعة”، إذ تطلق عبارات يرفضها ويستنكرها رجال الدين والأوساط الشعبية العراقية.
ويجري الراغبون بالانتحار قرعة في ما بينهم، والتي تعد ضمن طقوسهم الخاصة، إذ وصلت حالات الانتحار إلى ثلاثة منهم خلال الفترة الماضية، في مكان واحد مع اختلاف الوقت، ومن ترسو عليه يقدم على قتل نفسه، بينما اكتشفت السلطات الأمنية في العراق جثثاً لعدد منهم.
طقوس خاصة
وبحسب مصادر أمنية تناقلتها وسائل الإعلام المحلية العراقية، فإن لـ”جماعة القربان” أمكنة محددة تجمعهم للمناسبات وموكباً محدداً خاصاً بهم، إذ كانت هذه المجموعة منضوية تحت أحد أكبر المواكب الحسينية الكبيرة المعروفة في قضاء سوق الشيوخ جنوب محافظة ذي قار، إلا أن الخلاف في المعتقد الديني دفعهم إلى أن يكونوا منبوذين من قبل رفاقهم السابقين ويعلنوا انشقاقهم”.
تعود البدايات، بحسب المصادر الأمنية، إلى أن “التحول الديني لديها جاء بعد تردد عناصرها في زيارات متوالية إلى مرقد الإمام علي بن موسى الرضا في مدينة مشهد الإيرانية سيراً على الأقدام، وبما أن الأمر يتطلب أسابيع طويلة زاد احتكاكهم بمجموعة دينية تعتنق المعتقد ذاته داخل إيران، حتى ارتفع عددهم وقارب 500 فرد، وباتوا يرتبطون بزعيم مقيم في إيران”.
ونوهت المصادر بأن “الجماعة تقدم القرابين في سبيل عقيدتهم، من خلال اختيار أحدهم ليكون قرباناً بإقدامه على الانتحار، الذي يتم من خلال إقامة كرنفال ديني كمجلس عزاء لإحياء ذكرى الإمام أو أحد أبنائه وأحفاده، بعدها تقام قرعة بين الشباب الموجودين، ومن يقع عليه الاختيار يشنق نفسه”، مبينة أنه “ليس هناك تعليل لسبب اختيارهم الشنق دون غيره من حالات الانتحار”.
“اندبندنت عربية”