إحتفلت جمعية “أصدقاء المتحف الأثري” في الجامعة ٥الأميركية “بنجاح أيادٍ بيضاء” في ترميم 26 قطعة فنية، تضررت جراء عصف انفجار 4 آب 2020.
هذه القطع، إضافة الى اثنتين أخرتين، نجت من سقوط خزانة في المتحف كانت تضم ما مجموعه 74 قطعة زجاجية فنية نادرة.
وقالت القيّمة على المتحف والأستاذة المحاضرة في قسم التاريخ وعلم الآثار في الجامعة الأميركية في بيروت، الدكتورة نادين بنايوت هارون: “توقفت عجلة يوميات الإنهيار ونحن نتابع هذا الحدث وعنوانه من التمزق الى الترميم، وهو يختصر رحلة العودة من الموت الى إرادة الحياة”.
وأوضحت بنابوت أن “القطع المميزة جداً مؤلفة من أوانٍ صغيرة وكؤوس وأطباق ملونة للمأكل أو للمشرب وسواها تعود في غالبيتها الى الحقبتين الرومانية والبيزنطية، وجرى جمعها من حفريات قديمة في مناطق عدة من الشرق الأوسط، مع تأكيدها أن ثمة مقتنيات تعود الى القرون الوسطى كمصباح مجسد من تلك الحقبة”.٢١
وقبل عرضها لدور “الأيادي البيضاء” في هذه القطع “الناجية”، قالت بنايوت: “إننا نحتفل اليوم بالتضامن الانساني بعد فاجعة 4 آب 2020 لنشهد على تضامن الناس مع بعضها الآخر في زرع الأمل في حين يتجرد المرء من إنسانيته منجرفاً نحو أعمال بشعة كما الحال مع انفجار بيروت…”
واستعادت مراحل “نجاة” هذه القطع، منذ مجيء المتخصصة في ترميم الزجاج من المعهد الوطني للتراث في فرنسا كلير كيوبر لتوفير الدعم التقني والمعدات ومعها أدوات خاصة مثل الإسفنج، والكفوف والكمامات وغيرها للتعامل مع الزجاجيات المتكسرة من أجل جمعها تحضيراً لترميمها، وذلك بدعم من صندوق التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع “ألِف”.
إندفعت كيوبر، التي تحدثت بضع دقائق في الحفل، في توضيب 8 أوانٍ زجاجية كما يجب ومرافقتها من مطار رفيق الحريري الدولي الى المتحف البريطاني “بريتيش ميوزيوم”، الذي أبدى استعداده لترميم هذه القطع بتمويل من المؤسسة الأوروبية للفنون الجميلة TEFAF. وشاركت شخصياً في مراحل هذه العملية، التي تكللت بعرض القطع، في جانب مميز من أقسام المتحف البريطاني كدليل صمود وبقاء.
ومن “الأيادي البيضاء” في “نجاة” هذه القطع، ستيفن كوب، المتخصص في علم ترميم الزجاج، حضر الحفل مشاركاً بكلمة مقتضبة عن دوره.
شكّل كوب، الذي تقاعد من مهامه، أحد المراجع المشهود لكفاياته في علم الزجاج بعد مسيرة أمضاها في متحف “كورنيغ” للزجاج في نيويورك.
وتحدثت بنايوت عن تفاني كوب في عملية ترميم القطع في متحف الجامعة الأميركية، مشيرة الى أنه “أمضى ثلاثة أسابيع في الجامعة مشاركاً خبرته مع الطلاب في حصة عن مهارات المحافظة على الزجاج الأثري”.
وأثنت على دور طلاب الجامعة الأميركية في بيروت وعلم الآثار في جامعة البلمند في تطوعهم للمساعدة منذ اللحظة الأولى لوقوع الفاجعة، إضافة الى تشديدها على إعداد رسم ثلاثي الأبعاد للقطع، التي من المستحيل ترميمها، لتنضم الى المجموعة المذكورة، وهو بحثٌ بادرت اليه كل من كلية الهندسة في الجامعة الأميركية ومركز التراث الرقمي فيها.
ولفتت الى أن “قسم البحوث الفيزيائية في الجامعة يقوم بالتعاون مع المجلس الوطني للبحوث العلمية بدراس0ة علمية لغبار حطام الزجاج ومكوناته…”.
يذكر أخيراً أن سفيرة فرنسا آن غريو منحت أمس الجمعة كل من المديرة السابقة لمركز الدراسات العليا في الترميم في الجامعة اللبنانية الدكتورة ياسمين معكرون والدكتورة بنايوت وسام ” الفنون والآداب” في حفل رسمي في قصر الصنوبر تقديراً لعطاءاتهما في علم الآثار وإيمانهما بلبنان الآتي.