لطالما تمّ التحدث عن دور إرادة الفرد في نجاح حمية أو فشلها، وكأن ذلك يرتبط حصراً بالإرادة والإصرار. اليوم أكثر من أي وقت مضى، هناك تأكيد على العلاقة الوثيقة التي تربط بين الصحة النفسية وعملية خفض الوزن، وفي زيادة الوزن كما في خفضه جانب نفسي. لذلك ثمة حرص حالياً على المتابعة النفسية بموازاة متابعة اختصاصية التغذية لخفض الوزن. هذا ما أكّدته اختصاصية التغذية ميرنا الفتى.
تتطلب عملية خفض الوزن، استعداداً نفسياً من قِبل الفرد للمباشرة بحمية لخفض الوزن. وبالتالي يعُتبر العامل النفسي أساسياً هنا، ولا بدّ من جاهزية تامة، على المستوى النفسي، لهذه الخطوة. فعلى الرغم من حرص اختصاصيِّي التغذية على التشديد على أنّ الحمية هي عبارة عن نمط حياة صحي وعادات صحية يجب التقيّد بها، لا يمكن إهمال الجانب النفسي الجوهري في ذلك. فتؤكد الفتى على أن ثمة إطار معين يجب أن يضع الشخص المعني نفسه فيه لينجح في تحقيق هدفه من الحمية ويتمكن من خفض الوزن. وينطبق هذا على الحالات التي تكون فيها الحمية سهلة وكذلك حكماً عندما تكون صعبة. يضاف إلى ذلك أن الحالة النفسية لها دور أساسي في هذا المجال. فحتى في غياب المشاكل الصحية لدى الشخص المعني، في حال مواجهته مشكلة توتر، يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول في الجسم وهرمون الأنسولين، ما يزيد من ميله إلى تكديس الدهون في محيط الخصر. فللتوتر أثر بارز في الحمية، ويضاف إلى ذلك أنّ فكرة الخضوع لحمية تسبب التوتر لكثيرين، وهذا ما يؤدي أيضاً إلى زيادة مستويات الكورتيزول في الجسم، ولو بغياب المشكلات الصحية.