يقدم أحد مطاعم مدينة إسطنبول التركية وجبات الطعام في ظلام دامس، وقال القائمون عليه ان “جميع أفراد طاقم المطعم مكفوفون، مما يعطي الزبائن فكرة عن حياة غير المبصرين ويحوّلهم للحظاتٍ إلى مكفوفين ينتظرون العون ممن يرشدهم”.
وتقوم فكرة “المطعم المظلم” على جعل الزبائن يعيشون تجربة في حياة المكفوفين. واكّد هؤلاء أن “الزوار يخرجون بصور ذهنية مختلفة عما كانوا يعتقدونه بشأن حياتهم”.
وأضافوا: “عمال المطعم هم العيون التي ترشد الزبائن إلى أماكنهم في هذه الظلمة، ويشرح المطعم للزبائن كيفية التعامل مع الطعام في الظلام، من خلال التعريف عن مكان أطباق الطعام وأدوات الأكل الأخرى”.
وقال صاحب المطعم نوري كايا ان هناك “فلسفة تقول ان الرؤية تجعل الإنسان أعمى”، وأضاف “لأننا نمتلك خمس حواس تسيطر عليها حاسة البصر وبالتالي يضعف الاهتمام بباقي الحواس”.
وأشار إلى أن “هذا المكان يدخل الزبون في عالم غير المبصرين, وبالتالي يكشف حياتهم”.
وذكر أحد الزبائن أن المطعم يسمح للإنسان بالتفكير في “خلقه من جديد”, وأضاف “لقد أحسست بنعمة البصر التي أمتلكها”.
يعتمد المطعم على فكرة محاكاة حياة المكفوفين, وتقديم إجابة على تساؤلات بعض المبصرين بشأن تأقلم من فقد نعمة البصر مع الظروف المحيطة.
ما يعيشه الزوار أثناء تناول وجبة الطعام، هو ما يعيشه من حُرموا نعمة البصر طيلة حياتهم.