مرسال الترس /
عطيت تفسيرات متعددة للمواقف التي أطلقها رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في جزين، والتي زارها برفقة عمه الرئيس العماد ميشال عون الذي يبدو أنه سيبقى “الملاك الحارس” لصهره إلى أن يتمكن من مساعدته على تحقيق طموحاته وتطلعاته.
أطلق باسيل من جزين “رصاصاً مباشراً” باتجاهات متعددة، ولكن يبدو أن المقصود هو جهة أساسية وهي الضاحية الجنوبية، حيث قيادة “حزب الله”، بهدف توصيل رسائل محددة، والأرجح رسالة واحدة واضحة هي بمثابة “شرط ملك” لقبوله بالمرشح الذي أعلن “حزب الله”، ومعه الرئيس نبيه بري، دعمه للوصول إلى قصر بعبدا، أي رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية!
وإذا كان من الطبيعي أن يستهدف باسيل كلاً من فرنجية وجعجع، لأنهما من المنافسين على الزعامة في الساحة المسيحية – الرئاسية، فإن استمراره باعتماد “القنص” على حارة حريك يستدعي التوقف عنده. حيث ذهب للرد على بعض القيادات البارزة في “حزب الله” من دون أن يسميها قائلاً: لا أحد يهددنا بمعادلة “أنا أو الفوضى”، ويعتقد أنه يقدر أن يفرضها علينا. مشبهاً نفسه بالعماد عون عندما رفض مقولة “مخايل الضاهر أو الفوضى”.
ومضيفاً: “لا أحد يفكّر بحلف ثلاثي جديد أو بتحالف رباعي جديد، لأن النهاية ستكون وخيمة”.
وإذا كان مسؤولو “حزب الله” قد أغفلوا الرد المباشر، كالعادة في مثل هذه المسائل، فإن نواباً في حزب “القوات اللبنانية” اعتبروا أن حديث باسيل عن امكانية التوافق مع “القوات” وباقي المعارضين على “مرشح مشترك”، هو في الأساس موجّه إلى “حزب الله” كي يعيد فتح أبواب التواصل معه “لأن هدفه الوصول إلى السلطة ليس أكثر”، وفق قناعة “القواتيين”.
لكن، عن أية سلطة يرغب بها باسيل، ويتحدث عنها نواب من “القوات”؟ تقول مصادر مراقبة إن ما كان يشير إليه نواب “القوات” هو سعي باسيل للحصول من الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله على وعد بأن يكون التالي بعد فرنجية، إلى جانب حصته المضمونة في العهد الجديد، ولكنه لم يبح بها صراحة وترك للفريق الآخر أن يكتشفها!
والواضح أن باسيل، صوّب على معراب وبنشعي واليرزة، ولكن هدفه المضمر إيصال “شرطه” إلى السيد نصر الله الذي يبدو أنه “يعلّق مواعيد” باسيل، لأنه يعتقد أن باسيل بات يعتمد توجيه رسائله عبر الاعلام المفتوح، وليس في الصالونات المغلقة التي يمكن التفاهم فيها على الكثير من الأمور شرط أن تبقى أسرارها أمانات!