غالباً ما يقوم الناس بالنظر إلى تاريخ فترة صلاحية المواد الغذائية التي يقومون بشرائها، مثل المعلبات والحليب، ولكن هل خطر ببالكم يوماً أن تنظروا إلى تاريخ صلاحية المياه المعبأة؟ أنا متأكد من أنّ هذا السؤال لم يخطر ببالكم مطلقاً من قبل.
تاريخ صلاحية المياه المعبأة!
الجواب على السؤال السابق هو نعم ولا، إذ تأتي المياه المعبأة بالفعل مع تاريخ انتهاء الصلاحية – على الرغم من أن المياه نفسها لا تفسد.
وعلى الرغم من أنّ إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA قد قررت أنه لا يوجد حد للعمر الافتراضي للمياه المعبأة، فقد ترى غالباً تاريخ انتهاء الصلاحية على عبوة المياه البلاستيكية أو الزجاجية.
الماء نفسه لا يفسد، ولكن بعد فترة، قد تبدأ المواد الكيميائية من العبوة البلاستيكية بالتسرب إلى الماء، وتؤثر حتى على طعمها أو رائحتها، وقد تسبب مشاكل معوية.
ووفقاً لما ذكره موقع Business Insider الأمريكي، فإنّ التاريخ الموجود على المياه المعبأة يحذرك من أنه عند انتهائه تبدأ المواد الكيميائية المسربة في التأثير على طعم الماء، ولكن لا يخبرك أي شيء عن مستوى الجسيمات البلاستيكية السامة في هذا المشروب.
وأضاف الموقع أنه عندما تصبح المياه المعبأة قديمة، فعادةً ما يرجع ذلك إلى أن العبوة بدأت في التحلل، مما يؤدي إلى تسرب مواد كيميائية مجهرية في الماء.
قد تجعل هذه المركبات مذاق الماء مثل الأدوية أو الكلور أو الأوزون، كما يقول الكيميائي برايان كووك لي.
ويضيف: “كل عبوة تطرح القليل من المواد الكيميائية، بسبب ملامستها للماء فقط، بعض هذه المواد الكيميائية أكثر سمية من غيرها، مثل الأنتيمون، وهي مادة كيميائية يمكن أن تلحق الضرر بالمعدة والأمعاء، وإسترات الفثالات التي يمكن أن تعطل نظام الغدد الصماء”.
أيهما أفضل العبوة البلاستيكية أم الزجاجية؟
تعتبر العبوات الزجاجية أفضل من البلاستيكية؛ لأنها تطلق إسترات الأنتيمون والفثالات أقل من تلك البلاستيكية.
لكن معظم زجاجات المياه مصنوعة من بلاستيك البولي إيثيلين تيريفثاليت (PET)، والذي يميل إلى إطلاق معظم الأنتيمون من بين جميع مواد الزجاجة الشائعة.
ولكن حتى زجاجات البولي إيثيلين تيريفثالات لا تطلق مواد كيميائية كافية لجعل الماء بداخلها سامًاً، وبمرور الوقت، يصل الماء والزجاجة إلى توازن كيميائي، لذلك لا توجد سوى كميات ضئيلة من المركبات في مشروبك.
في المقابل، فإن عبوات المياه البلاستيكية قابلة للاختراق قليلاً على عكس الزجاجية، وفقاً للجمعية الدولية للمياه، مما يعني أن جزيئات الهواء قد تنتقل داخل العبوة وخارجها.
على سبيل المثال، إذا قمت بتخزين المياه المعبأة بعبوات بلاستيكية بجانب دلو من طلاء المنزل أو منظف الصرف، يمكن للأبخرة من تلك المذيبات المنزلية أن تتسلل إلى العبوة وتغير النكهة بداخلها.