أطلقت “نقابة أطباء السودان” نداء عاجلاً للمنظمات الإنسانية والهيئات الصحية، الدولية والإقليمية، لتقديم العون وتوفير الإمداد الطبي لجميع المستشفيات والمرافق الصحية بالخرطوم ومناطق الاشتباكات بين قوات الجيش والدعم السريع بالولايات المختلفة.
حيث طالبت النقابة المنظمات والهيئات بضرورة الضغط لإلزام طرفي الصراع بوقف الاقتتال، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين وسيارات الإسعاف والكوادر الطبية، ودعت جميع الكوادر الطبية للمؤازرة، نظراً لوجود أعداد كبيرة من المصابين والحالات الحرجة التي تحتاج تدخلاً جراحياً عاجلا.
من جانبه، قال المتحدث باسم الهلال الأحمر السوداني، أسامة أبو بكر عثمان، إن عدد المصابين يفوق الطاقة الاستيعابية للمستشفيات، وأضاف أن كل المستشفيات تعاني من نقص في الكوادر الطبية والأسرّة وانقطاع التيار الكهربائي، وبحاجة عاجلة للدعم.
وفق لجنة أطباء السودان المركزية، المنظمة المستقلة والمؤيدة للديمقراطية، فإنّ “إجمالي القتلى المدنيين بلغ 56″؛ أكثر من نصفهم في الخرطوم وضواحيها، بينما لقي “عشرات” الجنود وعناصر القوات شبه العسكرية حتفهم. وبالإضافة إلى ذلك، أصيب حوالي 600 شخص بجروح خلال 24 ساعة من المواجهات.
تأتي تلك التطورات في وقت لا يزال فيه مئات الطلاب عالقين في منشأة كمبوني التعليمية بالخرطوم منذ السبت بسبب الاقتتال. وقال الهلال الأحمر السوداني إن إخراج 450 طالباً محاصراً في منشأة كمبوني التعليمية يعد مخاطرة حالياً.
في سياق متصل، دعت منظمة هيومن رايتس ووتش واللجنة الدولية للصليب الأحمر الأطراف المتقاتلة لحماية مدنيي السودان والالتزام بالقانون الدولي الإنساني، في حين قتل 56 مدنياً وجرح 600 شخص نتيجة القتال في عموم السودان.
حيث حثت هيومن رايتس ووتش على “اتخاذ تدابير لحماية المدنيين والأعيان المدنية من الأذى” في السودان، وأشارت إلى أن القادة العسكريين “يظهرون مرة أخرى تجاهلاً تاماً لآمال وحقوق الشعب السوداني”. وقالت إنه يتعين “على شركاء السودان الدوليين، الذين فشلوا في محاسبة القادة العسكريين على الانتهاكات منذ الانقلاب وما بعده، اتخاذ استجابة فورية وملموسة”.
كما طالبت المنظمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعقد اجتماع طارئ ودعوة جميع القوات علناً إلى حماية المدنيين. وأبدى الهلال الأحمر السوداني استعداده لإجلاء المدنيين من حي المطار إذا توفرت الظروف الأمنية.
كان كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قد وافقا، اليوم الأحد، على مقترح الأمم المتحدة بفتح مسارات آمنة للحالات الإنسانية لساعات محددة، مع احتفاظهما “بحق الرد في حال أي اعتداء أو تجاوز”. في الوقت نفسه دعا اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية، إلى وقف فوري للقتال في السودان، عارضاً الوساطة لحل الأزمة التي اندلعت إثر اشتباكات مسلحة بين الجيش وقوات “الدعم السريع” شبه العسكرية.
قال بيان صادر عن الجيش: “القوات المسلحة السودانية توافق على مقترح الأمم المتحدة بفتح مسارات آمنة للحالات الإنسانية ولمدة ثلاث ساعات تبدأ من الساعة الرابعة عصر اليوم (15:00 ت.غ)، على ألا يلغي ذلك حقها في الرد عند حدوث أي تجاوزات من قبل الميليشيا المتمردة”. في حين قالت وكالة رويترز للأنباء إنه قد انقطع البث عن التلفزيون السوداني الرسمي.
من جانبها، أعلنت قوات الدعم السريع في بيان، أنها “وفي إطار طلب الأمم المتحدة ورغبة القوات في تيسير جزء من حياة الناس تعلن عن السماح للمسارات الآمنة والحالات الإنسانية للمواطنين، وذلك من الآن ولمدة أربع ساعات”.
أضافت, “مع احتفاظنا بحقنا في حماية المواطنين وحقنا في الرد على أي اعتداءات من انقلابيي وجماعات النظام المباد”.
لليوم الثاني على التوالي، تشهد مدن سودانية بما فيها العاصمة الخرطوم، اشتباكات مسلحة متواصلة بين الجيش وقوات “الدعم السريع”.
في حين تبادل الجيش وقوات “الدعم السريع” اتهامات ببدء كل منهما هجوماً على مقار تابعة للآخر، بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كلاً منهما، فيما وصف الجيش قوات “الدعم السريع” بـ”المتمردة”، في خلاف بدأ بتحريك الأخيرة لقواتها نحو عدة مدن دون إذن من قيادة المؤسسة العسكرية.
في حين توجت الاشتباكات شهوراً من التوترات المتصاعدة بين الجيش وشريكه “قوات الدعم السريع”، الذي تحول إلى خصم نتيجة الخلافات حول عملية دمج قوات الدعم بالجيش.
في سياق متصل، فقد دعا اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية، الأحد، إلى وقف فوري للقتال في السودان، عارضاً الوساطة لحل الأزمة التي اندلعت إثر اشتباكات مسلحة بين الجيش وقوات “الدعم السريع” شبه العسكرية.
جاء ذلك في بيان ختامي للاجتماع الذي عقد بمقر الجامعة العربية، على مستوى المندوبين الدائمين، في القاهرة، بناء على دعوة مصر والسعودية، غداة اشتباكات متصاعدة في السودان بين الجيش وقوات “الدعم السريع”.
وفق البيان، طالب الاجتماع بـ”الوقف الفوري لكافة الاشتباكات المسلحة بالسودان، والعودة السريعة إلى المسار السلمي لحل الأزمة”. وأكد “استعداد الجامعة لبذل كافة المساعي لمعاونة السودان على إنهاء الأزمة بشكل قابل للاستدامة وبما يتسق مع مصلحة الشعب السوداني”.
دعا الاجتماع “السفراء العرب في الخرطوم إلى التحرك للمساهمة في استعادة استقرار الأوضاع بالبلاد عبر الاتصال بكل الأطراف”. وأعرب المجلس عن “الأسف الشديد لسقوط ضحايا خلال الاشتباكات الأخيرة، وتقدم بخالص العزاء لذوي الضحايا والشعب السوداني بأكمله”.
كما حذر من “خطورة التصعيد العنيف الذي تشهده جمهورية السودان، وما يصاحب ذلك من تداعيات خطيرة يصعب تحديد نطاقها داخلياً وإقليمياً”.
فيما دعا الاجتماع مجلس الجامعة العربية إلى “البقاء في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الوضع في السودان”.
كذلك وفي وقت سابق الأحد، أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية (غير حكومية)، أن الاشتباكات بين الجيش و”الدعم السريع” أودت بحياة 56 مدنياً وأصابت 595 آخرين بينهم جنود.