نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تفاصيل حول الجندي في الحرس الوطني الجوي الأمريكي، جاك تيكسيرا، الذي يشتبه بتسريبه وثائق سرية للبنتاغون، مشيرة إلى هدفه كان “التثقيف”.
وقالت الصحيفة في تقرير أن تيكسيرا (21 عاما) أكمل دراسته في جامعة علوم التكنولوجيا، وانضم بعدها إلى الجيش كما العديد من أفرد عائلته. وتم تكليفه بإدارة واستكشاف أجهزة الكمبيوتر وأنظمة الاتصالات لجناح المخابرات رقم 102 في قاعدة أوتيس الجوية للحرس الوطني، لافتة إلى أن المحققين يعتقدون الآن أن هناك جانبا متهورا لتيكسيرا – و”التداعيات في البداية فقط”.
وأفاد أشخاص مطلعون على القضية للصحيفة بأن تيكسيرا استخدم أسماء مستعارة jackthedripper وexcalibureffect، ونشر الصور على Discord، وهي منصة دردشة شائعة لدى اللاعبين عبر الانترنت.
وعرض بعض أعضاء Discord على صحيفة “واشنطن بوست” مقطع فيديو لتيكسيرا وهو يصرخ بشتائم عنصرية ومعادية للسامية قبل إطلاق النار من بندقية. وذكرت الصحيفة أن الصور الوثائق السرية التي نشرت، تضمنت عددا من الأدلة مثل قبعة لفريق Boston Red Sox، ومجلات الصيد.
وقال مسؤول أمريكي إنه بينما كان تيكسيرا قليل الخبرة نسبيا في الجيش، كانت لديه إمكانية الوصول إلى معلومات استخبارية عسكرية شديدة السرية من خلال شبكة كمبيوتر مرتبطة بوزارة الدفاع تعرف باسم نظام الاتصالات الاستخبارية المشتركة العالمية. كان النظام سيسمح لتيكسيرا بقراءة المستندات السرية وربما طباعتها، على الرغم من وجود إرشادات للتعامل مع تلك المستندات وفقا للقانون.
ووصف أحد الأصدقاء تيكسيرا بأنه وطني وكاثوليكي متدين وليبرالي مهتم بالأسلحة ويشكك في مستقبل أمريكا، مبينا أنه التقى بالمشتبه به قبل عام 2020 على منصة Discord، وأنهما ترابطا بشكل أساسي بسبب اهتمامها بالأسلحة والسياسات التحررية، ومسدسات نوع “غلوك” والكاثوليكية.
وفي وقت لاحق، انضم الصديق إلى خادم Discord جديد بدأه تيكسيرا يسمى Thug Shaker Central، والذي أصبح موطنا لمجموعة من حوالي عشرين شخصا، بما في ذلك العديد من المراهقين.
وقال الصديق الذي التقى تيكسيرا شخصيا إن الأخير كان “رجلا عاديا جدا” خارج الخادم، كان لديه “طباع حادة”، وكان “مرشدا أكثر من كونه قائدا”، مبينا أن تيكسيرا بدأ في مشاركة المستندات السرية على خادم Discord في فبراير 2022، في بداية الحرب في أوكرانيا، والتي اعتبرها معركة “محبطة بين دولتين يجب أن يكون بينهما أشياء مشتركة أكثر من إبعادهما عن بعضهما البعض”.
وأشار الصديق إلى إن مشاركة الوثائق السرية كان الهدف منها “تثقيف الأشخاص الذين يعتقد أنهم أصدقاؤه ويمكن الوثوق بهم”. وقد وافق الأشخاص الموجودون على الخادم على عدم مشاركة المستندات أبدا خارج المنصة، لأنها قد تضر بمصالح الولايات المتحدة.
وأضاف: “كان رأيي أن بعض هؤلاء الأطفال كانوا عرضة للتحدث عن الوثائق لأنها بقيت لمدة طويلة على الإنترنت، لكن تم تجاهلي.. وقد حاولت الابتعاد عن مثل هذه المناقشات”، معتبرا أنه “كان أمرا بغيضا للغاية أن ترى الأطفال الذين نشأوا في الضواحي يتجادلون حول صراع على بعد محيط”.
وأكد الصديق أن حوالي نصف أعضاء الخادم كانوا “أطفالا يجلسون في أقبية منازلهم يلعبون ألعاب الفيديو، بينما كان النصف الآخر من عشاق الأسلحة”، مشددا على أن “الادعاءات الأخيرة من قبل آخرين كانوا على الخادم بأن بعض أعضائه روس وأوكرانيون كانت محض افتراء.. وأحد الأعضاء الذي تظاهر بأنه ضابط في البحرية الروسية كان يعيش في كنتاكي، وتم طرده من المجموعة”.
وجدد الصديق التشديد على أن تيكسيرا لم يسع إلى تقويض الأمن القومي ولكنه كان يأمل في تعليم الأعضاء الأصغر سنا على “رؤية أفضل للقضية بالطريقة الوحيدة التي يعرفها”، وتابع قائلا: “لقد أحب أمريكا ولكنه ببساطة لم يشعر بالثقة في مستقبلها”.
وذكرت الصحيفة أنه في نهاية المطاف، قام عضو آخر من الخادم بمشاركة المستندات على خادم آخر، مما أدى إلى انتشارها عبر الإنترنت.
المصدر: “واشنطن بوست”