أكّد الباحث في الجيولوجيا في الجامعة الأميركية طوني نمر، أنه “لا يمكن للهواتف الذكية التنبيه عن حدوث زلازل قبل حصولها”.
وأوضح قائلًا في سلسلة تغريدات على حسابه عبر “تويتر”: “لكن إليكم كيف تعمل أنظمة الانذار المبكر عن الزلازل: لحظة حصول الزلزال، تتولّد الموجات الزلزالية نتيجة احتكاك الصخور على بعضها عبر الفالق أي الانكسار في قشرة الأرض”.
وأشار نمرإلى أن “هذه الموجات تقسّم الى نوعين:
1- موجات الجسم التي تتمدد داخل جسم الكرة الأرضية
2- موجات السطح التي تتمدد على سطح الأرض حصراً”.
وأضاف، “موجات الجسم تقسّم بدورها الى الموجات الأولية primary waves نسبة لسرعتها ووصولها أولاً الى أجهزة الرصد، والموجات الثانوية secondary waves نسبة لبطئها ووصولها ثانياً الى أجهزة الرصد”.
وقال نمر: “موجات السطح تقسّم بدورها الى موجات Love وموجات Rayleigh نسبة لمكتشفيها، وهي موجات أبطأ سرعةً من الموجات الأولية والثانوية وبالتالي فهي تصل بعدها بقليل الى أجهزة الرصد”.
وأكّد أنّ “الموجات الأولية هي موجات انضغاطية تتحرك بسرعة حوالي 5 كلم/ثانية، نشعر بها بشكل خفيف لكنها لا تؤثر على المباني بطريقة تدميرية”.
وتابع، “الموجات الثانوية هي موجات زحف تتحرك بسرعة حوالي 3 كلم/ثانية، نشعر بها بشكل عنيف وتؤثر على المباني بطريقة تدميرية، كما هي حال موجات Love و Rayleigh”.
وأوضح نمر: “بسبب الفرق بين سرعة الموجات الأولية غير المدمّرة والموجات الثانوية والأخرى المدمّرة، تعتمد أنظمة الانذار المبكر عن الزلازل على رصد الموجات الأولية أولاً والانذار مباشرة بأن زلزالاً ما قد حصل قبيل وصول الموجات الثانوية والأخرى المدمّرة”.
وأكمل: “فإذا أخذنا مثلاً الزلزال الأول الذي حصل فجر 6 شباط في تركيا، تبعد نقطة ارتكازه عن بيروت حوالي 400 كلم، واستغرقت الموجات الأولية حوالي 80 ثانية لتصل الى بيروت بينما استغرقت الموجات الثانوية حوالي 133 ثانية لتقطع نفس المسافة”.
وقال: “في هذه الحالة تمنحنا أنظمة الانذار المبكر في حال وجودها حوالي 55 ثانية لأخذ العلم بحدوث الزلزال والتصرّف قبل وصول الموجات الثانوية والأخرى الأكثر تأثيراً علينا”.
وشدّد أنه “على هذا الأساس تعمل الهواتف الذكية المربوطة بأنظمة انذار مبكر، وبالتالي فهي تنذرنا بحصول الزلازل بعد حدوثها وليس قبلها”.
وختم نمر، بالقول: “على أي حال، ينبغي الانتباه أن الاشتراك بهكذا أنظمة قد تفوق سلبياتها ايجابياتها اذا لم نحسن التعاطي معها، وأنا شخصياً لست مشاركاً بأي منها لعدم حاجتي في عملي لها وللتخفيف من ضغطها النفسي”.