قال الخبير العسكري والاستراتيجي المصري، اللواء أركان حرب محمد الغباشي، في حديث لـRT، إن زيارة الرئيس الصيني لروسيا تعد إعلان وفاة لأحادية القطبية، والهيمنة الأمريكية على العالم.
وأكد اللواء الغباشي، وهو أمين مركز آفاق للدراسات الاستراتيجية، أن الزيارة تمثل تحولا استراتيجيا في لحظة فارقة وهامة في هذه المرحلة التي يعاد فيها تشكيل التحالفات وموازين القوى وأن كل الدول المحبة للسلام والتي عانت من الفترة التي هيمنت فيها أمريكا على العالم بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وخاصة الدول العربية التي اكتوت بنيران الإمبريالية الأمريكية في العراق وسوريا وفلسطين.
وأضاف أن روسيا والصين قوتين عظميين تتمتعان بالعديد من عناصر القوة الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية، مشيرا إلى أن تكامل تلك القوتين سيعود قطعا بالنفع على الدولتين وبالتالي سيكون له مردود إيجابي على باقي دول العالم التي عانت من ويلات الاستعمار وهيمنة أمريكا والناتو.
وأردف بالقول “هناك أكثر من دولة عربية نالها من الغرب ما نالها بحجة الديمقراطية”.
وأعرب الخبير العسكري والاستراتيجي عن دهشته من بكاء أو تباكي الغرب على الضحايا الأوكرانيين في الوقت الذى لم يهتز لهم جفن على ضحايا الغزو الأمريكي للعراق وهم بمئات الألاف أو قهر واستهداف الشعب الفلسطيني الأعزل وقتله والاستيلاء على أراضيه.
وتساءل الغباشي لماذا يبدي الأمين العام للأمم المتحدة قلقه على الضحايا من أوكرانيا بينما تصمت الأمم المتحدة على جرائم عصابة “البلاك ووتر” في العراق وفظائع سجن أبو غريب.
ونوه إلى أن التكامل الاستراتيجي بين روسيا والصين سيمكن الدولتان كلتاهما من الصمود في وجه الولايات المتحدة والناتو فضلا عن إعادة تشكيل موازين القوى العالمية.
وواصل الحديث قائلا: “أدارت الولايات المتحدة النظام الدولي بعد سقوط وتفكك الاتحاد السوفيتي بأنانية شديدة وتحت مسمى الديمقراطية هاجمت الدول واحتلت الأراضي وأسقطت أنظمة شرعية”.
وقال “لو أخدنا العراق كمثال سقط جراء الغزو الأمريكي للعراق بشكل مباشر 170 ألف قتيل بالإضافة لمئات الآلاف نتيجة الصراعات الداخلية بين السنة والشيعة وغيرها من صراعات داخل هذا البلد، تورطت فيه أمريكا وعصابة البلاك ووتر بشكل مباشر بخلاف الضحايا وهم بالآلاف من استخدام اليورانيوم المخصب والذى سبب السرطان وأمراض أخرى.
وصرح بأن شركة بلاك ووتر تشكل الأصابع الخبيثة للمخابرات الأمريكية، مضيفا أن قرار بول بريمر الحاكم الأمريكي للعراق بتفكيك الجيش العراقي تسبب في كوارث عدة تدفع ثمنها المنطقة بأسرها ولعل على رأسها ظهور تنظيم “داعش”.
وأوضح أن الاتفاقيات بين روسيا والصين سيكون لها مرود إيجابي على العالم كله.
وبيّن أن مصر على علاقة طيبة بروسيا والصين على كل المستويات، مؤكدا أن القاهرة ترحب بهذه الاتفاقيات بين موسكو وبكين.
وختم بالقول “كلنا نعلم أن غزو العراق بدأ بكذبة كبرى روجها بوش الابن عن أسلحة محظورة في العراق تبين بعد ذلك زيفها، حتى أن شريك بوش في الحرب اعتذر عنها وقال إنه أخطأ.. وهو اعتذار لم يقدم أو يؤخر فلم يحاكم بوش أو بلير بحق جرائم ارتكبوها”.
RT – ناصر حاتم