أكّد رئيس الوزراء العراقي السّابق مصطفى الكاظمي أنّ “مصلحة العراق تبقى في طليعة أي أمر”، مشيراً إلى أنّ “عملية شيطنة حكومته الأخيرة استمرّت حتى بعد انتهاء فترتها في تشرين الأول 2022″، وقال: “لقد تركز سعينا على تغليب منطق الدولة على منطق اللادولة، وتقليص مساحة السلاح المنفلت والفساد المستشري والذي يموّل حمايات لممارساته. وفي الخارج شددنا على لغة المصالح والتعاون والعلاقات من دولة إلى دولة بعيداً عن أسلوب الاستفزاز أو خيار التبعية. هذا النهج يثير حفيظة من اعتادوا حصد المغانم من غياب الدولة وكذلك من لديهم مشاريع لا علاقة لها بمصلحة العراق الفعلية”.
وفي حوارٍ مع صحيفة “الشرق الأوسط”، قال الكاظمي: “كنا نحتاجُ إلى بناء هوية وطنية عراقية، وعملت على تأسيس أن يكون الجيش العراقي لكل العراقيين، وليس موزعاً على أساس طائفي أو مذهبي في المواقع العليا أو الدنيا. العراق كان بعيداً ومنحسراً في علاقاته الخارجية. أنا عملت على إعادة العراق إلى محيطه العربي. العراق بلد عربي بامتياز. نعم هناك قوميات… الكرد وآخرون، ومن حقهم الحفاظ على هوياتهم، ولكن العراق في النتيجة جزء من العالم العربي والعالم الإسلامي”.
وأوضح الكاظمي أنه “عمل أيضاً على إعادة بناء علاقات العراق مع العالم العربي، ومع دول الخليج بالخصوص، ومع الأردن ومصر ولبنان وحتى الدول العربية البعيدة”، وأضاف: “كنا في أمسّ الحاجة إلى البناء، وإعادة هذا الانتماء إلى العراقيين، وبالفعل كان هناك تعاطف وارتياح في الشارع العراقي لهذه العودة إلى المحيط العربي. وهذا إنجاز مهم جداً. وبالفعل الدول العربية التي انفتحنا عليها كانت أكثر الدول مبادرة إلى المساهمة في العراق، والمساهمة في الاستثمار في العراق، لكن هناك من سمّى هذه الاستثمارات بأنها استعمار خليجي للعراق. هناك من لا يرغب بدخول هذه الاستثمارات إلى العراق تحت عنوان أن يبقى العراق بعيداً عن هذا المحيط”.
وأعرب الكاظمي عن شكره للدول التي ساعدت بلاده في حربها ضدّ داعش، مشيراً إلى أنّ “العراق ليس ضد إيران، لكنه من الضروري أن تتفهم القيادة هناك خصوصية العراق ووضعه الخاص”، وأردف: “نحن في أمس الحاجة إلى أميركا التي ساعدتنا على التخلّص من نظام الرئيس الأسبق صدام حسين وساعدتنا في الحرب ضدّ داعش”.
وعن الحوار السعودي – الإيراني، رأى الكاظمي أنه “كان مثمراً وصريحاً”، وأضاف: “الإيرانيون سمعوا وجهة النظر السعودية، كما أن السعوديين سمعوا وجهة النظر الإيرانية، وكان الحوار مبنياً على الصراحة وحصل اعتراف بحدوث أخطاء بينها ما حصل للسفارة السعودية في طهران”.
وفي سياق حديثه، كشف الكاظمي عن تعرّضه لـ3 محاولات اغتيال، مشيراً إلى أن المرة الأولى كانت خلال تعرض مروحية لإطلاق نار أثناء تواجده ضمنها خلال انتقاله من محافظة العمارة، في حين أن المحاولة الثانية كانت حينما تعرض موكبه لإطلاق صواريخ في محافظة صلاح الدين. أما في ما خصّ محاولة الاغتيال الثالثة التي تحدث عنها الكاظمي فتمثلت باستهداف مقر سكنه الخاص في المنطقة الخضراء ببغداد بواسطة طائرتين مسيرتين.
إلى ذلك، فقد ذكر الكاظمي أنه “رأى صدام حسين في أول جلسة لمحاكمته”، وقال: “ذهبت لأرى اللحظة التاريخية، وكانت لحظة تاريخية صعبة جداً ومفصلية بتاريخ العراق، لكن مع الأسف من حضر من ضحايا صدام حسين لم يكونوا في مستوى المسؤولية. كانوا يتكلمون عما حصلوا عليه من مكاسب شخصية، بيت من هنا وسيارة من هناك في جلسة (محاكمة صدام حسين) وبذلك صغّروا جرائم صدام حسين”.
وكشف الكاظمي أنه “رأى صدام حسين أيضاً عندما رموا جثة الأخير بين بيته (أي بيت الكاظمي) وبيت السيد نوري المالكي في المنطقة الخضراء في بغداد بعد إعدامه”، وأضاف: “حينها، رأيت مجموعة من الحرس مجتمعة فوق الجثة وطلبت من الجميع الإبتعاد عنها احتراماً لحرمة الميت. وبعد العام 2012 عندما سيطر داعش على تكريت حيث دُفن صدام حسين، جرى نبش القبر، ونُقلت الجثة إلى مكان سري لا يعرفه أحد حتى الآن وتم العبث بقبور أولاده”.