تعرضت العاصمة المصرية القاهرة وعدد من المحافظات، مساء الجمعة الماضية، لهزة شديدة وذلك بعد ساعات قليلة من 3 هزات وقعت صباحاً وكان مركزها منطقة السويس شرق البلاد.
وأفاد شهود عيان وقتها لـ”العربية.نت” بأن الهزة كانت قوية وأدّت لاهتزاز المباني والمنشآت بقوة كبيرة، فيما لم ترد أي أنباء عن وقوع خسائر أو ضحاي.
وإزاء ذلك، قال الدكتور جاد القاضي مدير معهد الفلك إنه بالرغم من ورود بعض الاتصالات بالشعور بهزة أرضية، إلا أن محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل لم تسجل أي زلازل. وأضاف لـ”العربية.نت” أن “شعور المواطنين بأي اهتزازات قد تكون نتيجة أعمال إنشاءات قريبة منهم، وليس لها علاقة بأي نشاط زلزالي.
وتكرر هذا الأمر كثيرا خلال الأيام التي تلت ذلك، ولهذا ثار التساؤل “لماذا شعر بعض المصريين بهزة أرضية وزلزال رغم عدم وجود ذلك؟ ولماذا يشعر البعض الآخر بالزلزال الحقيقي فيما لا يشعر به البعض الآخر؟ ثم لماذا شعر سكان مصر بزلزال تركيا رغم بُعد المسافة بين البلدين؟”
الدكتور هشام العسكري، أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم نظم الأرض بـ”جامعة تشابمان الأميركية”، ونائب المدير التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية أجاب عن هذه التساؤلات. وقال لـ”العربية.نت” إن هناك ما يُعرف بالألواح والصفائح التكتونية وهذه الصفائح تحمل أجزاء من اليابسة والمحيطات، ويمكن للوح التكتوني الواحد أن يكون محملا بجزء قاري من اليابسة وآخر مائي من المحيطات، مضيفا أن هذه الألواح بينها نقاط ضعف وقد تكون بين اللوح التكتوني الواحد واللوح المجاور ضعف.
وأضاف أن من سوء الحظ لتركيا مثلا أنها تقع عند تقاطع 3 ألواح تكتونية، فيما لا تقع مصر عند تقاطع أي ألواح تكتونية، ولكنها تقع عند اللوح التكتوني للشمال الإفريقي، ولذلك وفور وقوع زلزال تركيا خرجت موجات وهزات من هذا الزلزال للألواح التكتونية الأخرى فشعر به سكان دول الجزء القاري الموجودة به ومنها مصر.
وقال إن هذا لا يعنى عدم حدوث زلازل داخل مصر، لكن يوجد حركات تكتونية نشطة مستمرة في بعض الأماكن والمناطق بها، مضيفا أن ما نشعر به داخل مصر شيء طبيعي نتيجة سرعة تحرك موجات مختلفة من نقاط تكون الزلزال وتستطيع هذه الموجات التحرك في مسافة زمنية قصيرة ولمئات الكيلو مترات، وهو ما حدث بالفعل فور وقوع زلزال تركيا ووصول موجاته لمصر وشعور السكان به.
وكشف الخبير المصري أن البعض قد يشعر بالزلزال والبعض الآخر قد لا يشعر به، رغم وقوعه، ويرجع هذا للموجات والهزات الارتدادية الصادرة منه وعنه، وقد تصيب لوحا تكتونيا ولا تصيب الآخر، وقد تصل لمنطقة ولا تصل للأخرى لذا قد يكون مثلا إثنين من السكان في مبنى واحد ويشعر أحدهما بزلزال والأخر لا يشعر به، وقد يكون هناك مبنى تأثر بالزلزال والمبنى المجاور لا، مضيفا أن المباني قد تتوافق مع العجلة الأرضية عند حدوث زلازل ويحصل توافق في التردد فيحدث اهتزاز للمباني ووقتها يشعر السكان بالزلزال.