في اليوم السادس، تمكّنت شعبة المعلومات بالتنسيق والتعاون مع الجيش اللبناني من التوصّل إلى فكفكة الخيوط المعقّدة التي أحاطت بقضية اختفاء #الشيخ أحمد شعيب الرّفاعي التي حصلت يوم الاثنين الماضي.
أرخت القضية بثقلها على بلدة القرقف العكارية وعلى كامل محافظتي عكار والشمال، وتحولت إلى قضية رأي عام بالنّظر إلى الاهتمام الذي حظيت به، وحملت الكثير من الأثقال السياسية والامنية بشكل ارتجالي.
وبنتيجة الجهد الامني والمحاط بسرية، كشفت ملابسات وخلفيات عملية الاستدراج والاختطاف، واعتراف الموقوفين الذين حامت حولهم الشبهات، وهم 3 أشخاص من آل الرفاعي، اقرباء الشيخ الضحية الذين كانوا على خلافات بلدية وعقارية دائمة معه، وآخر (م.م. ) من طرابلس متهم بالاشتراك في هذه الجريمة.
وتكثّفت الجهود اثر شيوع خبر مقتل الشيخ الرفاعي لاهمية الحفاظ على الامن والاستقرار في بلدة القرقف العكارية والقرى المحيطة بها. وللحد من تداعيات هذه الجريمة المستنكرة والمدانة من قبل الجميع، اتخذ الجيش تدابير امن مكثفة جدا في ارجاء البلدة والقرى المحيطة بها، بانتظار العثور على جثة الشيخ الضحية وفق المعطيات التي ادلى بها الموقوفون المتهمون، وافادت بانهم القوا بجثته في محلة ضهور الحسين في محيط بحيرات السمك على مجرى النهر البارد.
ويشار الى ان متابعة كاميرات المراقبة المنتشرة على كافة الطرقات التي سلكها الشيخ الضحية منذ لحظة خروجه من المنزل الى حين اختطافه وسيارته من خلف الجامعة العربية في طرابلس، ساهمت في العثور على سيارته لاحقا في منطقة الهيكلية في قضاء الكورة.
أضف الى متابعة داتا الاتصالات للاشخاص الذين حامت حولهم الشبهات وتتبعها وحركة تنقل هاتف الضحية طيلة هذه الفترة ولغاية فقدان الاتصال معه.
الى ذلك، تضمنت المعطيات الامنية العثور على قناع وقفازات يد عليها اثار دماء خلف الجامعة العربية حيث تمت عملية الخطف وعرف مصدرها، والحديث عن سيارتين ذات دفع رباعي ومسلحين ملثمين نفذوا العملية، وفق ما ادلى به شاهد عيان.
ومع اكتمال كل هذه المعطيات نفذت قوة من شعبة المعلومات ومخابرات الجيش سلسلة مداهمات ابرزها لمنزل رئيس بلدية القرقف ليل الجمعة السبت و جرى توقيفه بالاضافة الى ابنه م.ر. وابن شقيقه ع.ر.، ومن ثم أوقف نجل رئيس البلدية الثاني ع.ر.
ونقل الجميع للتحقيق، فأفرج مساء عن رئيس البلدية قبل أن يتم توقيفه صباح يوم السبت.
وفي اعترافات المشتبه فيهم، تبيّن أن اثنين منهم أقدما على قتل الشيخ أحمد، وأدلوا باعترافات عن مكان رمي جثة الضحية في محيط بحيرات عيون السمك حيث لا يزال البحث جارياً.
وفنّدت “المديرية العامة العامة لقوى الأمن الداخلي” ما أمكن من معطيات حتى الساعة، مشيرة الى أنه “على أثر قيام أشخاص مجهولين باختطاف الشيخ أحمد الرفاعي في مدينة طرابلس، واقتياده مع سيارته الى جهة مجهولة، وفي ضوء الظروف التي تعيشها البلاد من أزمات وتوترات، كان لهذا العمل أثر سلبي كبير أثار الذعر بين المواطنين، خاصة بعد ان بدأت وسائل التواصل الاجتماعي بتناقل الخبر في إطار طائفي وتحريضي وتوجيه اتهامات الى أطراف سياسية وأجهزة أمنية، ما زاد التشنج العام في البلاد”.
أعطيت التوجيهات لشعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي للقيام بالتحقيقات الفورية بهدف بيان ملابسات الحادث وتوقيف الفاعلين.
وبنتيجة المتابعة الميدانية والتقنية، “تمكنت شعبة المعلومات خلال ال ٤٨ ساعة الماضية من العثور على سيارة المخطوف ومصادرة احدى السيارات المستعملة في عملية الخطف وتحديد هوية الخاطفين وتوقيف اربعة اشخاص ثلاثة منهم من أقارب المخطوف، حيث اعترف اثنان من أقاربه بتنفيذ عملية الخطف على خلفية وجود خلافات قديمة بين الطرفين بالاشتراك مع آخرين، قاموا بعدها بقتل المخطوف ورميه في إحدى مناطق الشمال”.
وأشار بيان المديرية الى أن “العمل جار على تحديد مكان جثة المخطوف واستكمال التحقيقات مع باقي الموقوفين بالتنسيق مع السلطات القضائية المختصة توصلا لكشف ملابسات الحادث بالكامل”.
ونفت المديرية “ما ينقل عن تورّط عنصر من القوّة الضاربة في شعبة المعلومات في هذه القضيّة.