ما زالت عدة مناطق في شرق البحر المتوسط، تخشى حدوث زلزال شديد في المستقبل القريب، نظرا للزلزال القوي الذي ضرب سوريا وتركيا، في السادس من فبراير الجاري، وخلف عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وسط تساؤلات حول ما إذا كان العلماء يرجحون فعلا وقوع “كارثة أشد”.
وفيما سجل الجنوب التركي، مساء الاثنين، زلزالا جديدا بشدة 6.4 درجات، في هزة شعر بها سكان دول مجاورة كمصر ولبنان، أثيرت التساؤلات حول ما إذا كان وقوع زلزال كبير بمثابة إنذار بزلزال آخر قادم يكون أكثر شدة وأفدح من حيث الخسائر.
وبحسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، فإن احتمال أن يكون الزلزال القوي بمثابة إنذار وتمهيدا لوقوع زلزال أقوى منه في غضون الأيام الثلاثة الموالية، ضعيف للغاية، لأنه لا يتجاوز 6 في المئة.
وأورد المصدر أنه في 94 في المئة من الحالات، لا يكون الزلزال الأولي متبوعا بهزة أقوى منه في الأيام الموالية.
أما في ولاية كاليفورنيا، مثلا، فتشير البيانات إلى أن نحو نصف الزلزال الأكثر قوة، كانت مسبوقة بهزات أرضية.
ومع ذلك، يوضح العلماء أنه لا يمكن في الوقت الحالي معرفة ما إذا كانت الهزة الأرضية الكبرى ستكون متبوعة بأخرى أشد في الفترة الموالية.
وتوضح الهيئة الأميركية أن توقع الزلازل يحتاج إلى تحديد ثلاث نقاط رئيسية هي: الموقع، والتوقيت، والشدة.
ويشكك علماء الجيولوجيا في كلام بعض الخبراء الذين يزعمون توقع الزلازل، وينبهون إلى أن ما يصدر عنهم ليس سوى “كلام فضفاض”.
وفي الآونة الأخيرة، جرى تداول تغريدة لباحث هولندي يقول فيها إن زلزالا قويا بشدة سبع درجات سيحدث “عاجلا أم آجلا” في منطقة تركيا وجوارها.
ورد منتقدو الباحث، بأنه روج كلاما عاما للغاية، لأن تركيا تقع على خط اعتاد تسجيل الهزات الأرضية، وتبعا لذلك، فإن الحديث عن احتمال وقوع الزلزال في هذه المنطقة، يشبه الحديث عن احتمال فوران بركان في منطقة معروفة بهذه الكارثة كإندونيسيا.