شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإلى جواره سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، جلسة حوارية لصاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، ضمن أعمال القمة العالمية الحكومية 2023 المنعقدة تحت شعار “استشراف حكومات المستقبل” في دبي.
كما شهد الجلسة الحوارية فخامة ماكي سال، رئيس السنغال وسمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، وعدد من سمو الشيوخ ومعالي الوزراء وكبار المسؤولين.
وأكد صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، أن دولة الإمارات تواكب اليوم الفكر الاستثنائي لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يرفع سقف الطموحات، لترسي الدولة معايير جديدة ترى نتائجها الأجيال الحالية والقادمة.
وقال سموه: “نحن معك يا أخي محمد… معك سنواصل مسيرة التنمية والنهضة الشاملة بما يفوق الطموحات مسترشدين برؤيتكم وتوجهاتكم”.
وبيّن سموه أن الرؤية الاستراتيجية لإمارة رأس الخيمة تنطلق متمسكة بالعزم والطموح لبناء مستقبل جوهره الإنسان والمكان، وقال: “إن تأهيل مواطن قادر على صُنع مستقبله وبيئة طبيعية مُصانة تحفظ الهوية التاريخية، وترسيخ قيم حكومة تبني الجسور للتقدم المستدام نحو المستقبل المشرق وبناء اقتصاد حيوي مستدام يضمن الازدهار ويكون مفتاحاً لغدٍ أفضل، هي الركائز الرئيسة لتحويل الطموح إلى حقيقة”.
وأضاف سموه: “المنجزات التي حققتها رأس الخيمة هي نتاج حقيقي لروح التعاون والتلاحم في الإمارة، ولجهود حكام الإمارات”، وتابع سموه: “ما نحن فيه اليوم لم يكن ليتحقق لولا هذه الروح التي يتمتع بها شعب الإمارات في بلدنا الحبيب. الكثير من منجزاتنا هي حصيلة جهود مشتركة لإخواني حُكّام الإمارات، وأقول لأخي محمد بن زايد وأخي محمد بن راشد ولإخواني الحُكّام، أنتم خير مُعين لنا في هذه المسيرة.. لقد تعلمّت منكم الكثير، ومنكم استمد قوتي”.
وأوضح سموه أن الطموح هو الذي جعل من دولة الإمارات نموذجاً فريداً في العالم، وهو الذي دفع الآباء المؤسسين إلى تجاوز حاضرهم، وبناء أسس متينة لمستقبل واعد ومشرق، مبيناً سموه أن البيئة الحاضنة والتي تتمثل في حرص الدولة على الاستثمار في الإنسان أولاً، والرؤية التكاملية للاتحاد الذي يجمع الإمارات السبع تحت مظلة واحدة وهدف واحد، والرؤية السديدة للقيادة الرشيدة، هي الركائز الرئيسية لنجاح استراتيجية رأس الخيمة.
وقال سموه: “إن ثراء الأمم أو فقرها إنما هو انعكاس لكفاءة إدارتها وليس لمقدار ثرواتها، وقد حبا الله دولة الإمارات بقيادة رشيدة صنعت من الحلم حقيقة”.
وشارك سموه مع حضور القمة مسيرة الإنجازات التي حققتها إمارة رأس الخيمة التي عنوانها الاستثمار في التنمية البشرية لتحقيق التنمية الاقتصادية، وقال سموه: “الجميع يشهد مدى حرص المغفور له بإذن الله الشيخ صقر بن محمد القاسمي على أن يشمل التعليم الجميع، إدراكاً منه لأهمية الاستثمار في الإنسان، ومن هنا كانت قصة رأس الخيمة … قصة إمارة كبيرة بطموحاتها وعزيمة أبنائها وبناتها”.
وأضاف سموه: “لقد تعلمنا من تاريخ أجدادنا أن الاقتصادات الصغيرة قد تكون بالقيادة الرشيدة أكثر مرونة وحيوية وقدرة على النمو، وتمكنا بالعمل المتواصل والجهود الكبيرة من تحقيق إنجازات كبرى فقطاعنا السياحي، شهد عام 2022 أعلى عدد للزوار في تاريخ الإمارة، ليواصل مسيرة نموه التي بلغت 50% خلال 4 أعوام، وارتفعت قيمة التعاملات العقارية بمقدار الضعف خلال ثلاث سنوات، وزادت الرخص الجديدة الصادرة في المناطق الاقتصادية بنسبة 40% خلال 5 سنوات، أما ميناء صقر فقد ضاعف نشاطه أكثر من عشرين مرة خلال العشرين عاماً الماضية”.
وتابع سموه: “نجحنا في بناء نموذج صناعي قوي في قطاعات حيوية تسهم في ضمان استدامة ومرونة الاقتصاد، وتركز برامجنا التنموية على تنويع الاقتصاد، من خلال جذب الاستثمارات الصناعية والتكنولوجية والسياحية والعقارية، مع العملِ على تحديث البنية التحتية وتطويرِ التعليم، لتعزيز جودة حياة المواطنين وتمكينهم من خلال تشجيع ريادة الأعمال والابتكار، مع جعل اقتصاد رأس الخيمة نموذجاً ناجحاً للشراكات الدولية”.
وتحدث سموه عن رؤيته لتوفير الازدهار والتقدم للإمارة قائلاً: “ما نريده لكل مواطن في إمارة رأس الخيمة هو بناء حكومة تدعمه للتقدم نحو الأفضل، ونشر ثقافة وطنية عامة في القطاعينِ الحكومي والخاص تعزز مفاهيم التخطيط والتنظيم والمثابرة، وترسيخ قيم أصيلة تؤمن بأهمية العمل الجاد والالتزام”.
وتوجّه سموه في ختام كلمته بالشكر لشعب دولة الإمارات على مساهمتهم القيمة في تنميتها وإيمانهم برسالتها ومشاركتهم الفاعلة في صناعة نموذج للتعاون والتنمية، وقال سموه: “هدفنا اليوم خلق حكومة متجانسة تحمل نفس الروح والطموحات، بأياد وعقول مختلفة، لكنها تعزف كفرقة موسيقية واحدة.. تعزف سيمفونية لمستقبل أفضل”.