لا شك أن حضور الرئيس سعد الحريري إلى بيروت بعد غياب في أبو ظبي سيطبع العاصمة خلال الأسبوع الطالع بلون أزرق صافٍ. الرجل الذي «علّق» عمله السياسي مع تيار المستقبل لأسباب عدّدها في «خطبة الوداع» قبل سنة ونيف، يعود ليشارك عائلته الصغيرة و«الكبيرة» في ذكرى اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري عند الضريح.
يبدأ الاحتفال الوطني من الساعات الأولى ليوم الثلاثاء وتكون الذروة في الساعة الثانية عشرة وخمسين دقيقة ظهراً أي في لحظة الاغتيال المشؤوم. الجمهور ينتظر من الحريري أن يتحدث إليه بعد التطورات الدراماتيكية التي حصلت خلال السنة المنصرمة. لكن قرار الكلام من عدمه سيكون عند الحريري شخصياً. والمرجح أن لا تكون هناك كلمة سياسية عند الضريح قرب جامع محمد الأمين في وسط بيروت.
بدءاً من اليوم الإثنين، ستتقاطر الوفود والأشخاص إلى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري لوضع الأكاليل وقراءة الفاتحة والصلاة. وفي هذا الإطار ستحضر كتلة الاعتدال الوطني الساعة ١١:٣٠ من صباح الإثنين لقراءة الفاتحة عند الضريح. كما ستشارك وفود شعبية من كل لبنان في الذكرى المركزية الثلاثاء. عند الضريح ستحضر شخصيات سياسية ودينية واجتماعية وإعلامية. أما الدولة فستتمثل على الأرجح برئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ووزير الداخلية بسام مولوي وآخرين. وسيكون هناك حشد إعلامي كثيف للتغطية قوامه صحافيون ومصورون من مؤسسات محلية وعربية وعالمية. بعد ذلك، سيتوجه من أراد من الحضور من الضريح، إلى بيت الوسط للقاء الرئيس سعد الحريري في بيته حيث يمكن أن يتوجه الحريري للوفود بكلمة شكر «لأوفياء الرئيس الشهيد». وعلم أن لقاءات الحريري ستكون في معظمها مع وفود شعبية وجمعيات ضمن سياسة «البيت المفتوح».
عضو كتلة المستقبل السابقة المحامية رولا الطبش وفي تصريح خاص لصحيفة «السهم» تؤكد أن «ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري هي مناسبة وطنية حزينة تجمع كل لبنان. فالرئيس الشهيد لم يكن طائفياً ولا مذهبياً وباغتياله تم اغتيال لبنان! والوفود الشعبية واللبنانيون عندما يشاركون في الذكرى الثامنة عشرة لاغتياله فإنهم يعبرون عن الوفاء لزعيم وطني كبير». عن عودة الرئيس سعد الحريري للمشاركة في الذكرى تؤكد السيدة الطبش «صحيح أن العودة لأيام معدودة لكنها ستكون مؤشراً مهماً إلى أن الناس مازالت متمسكة بالرئيس سعد الحريري والسياسة المعتدلة التي ينتهجها» . وترى أن «الناس ترى في الحريري صمام أمان في ظل عدم الأمان التي عاشها اللبنانيون طوال الفترة الماضية وفي ظل التخبط السياسي والانهيار الاقتصادي والمالي والاجتماعي غير المسبوق الذي يواجهه لبنان». وتعتبر أنه «عندما يقرر الرئيس الحريري شخصياً العودة عن تعليق العمل السياسي فإن محبيه سيكونون في غاية الشوق والانتظار لأن ذلك معناه عودة الأمل بمشروع سياسي وطني – عربي يثبّت الاستقرار في لبنان»… وتؤكد السيدة الطبش أنه «لم يستطع أحد أن يملأ الفراغ السياسي الذي تركه الرئيس سعد الحريري سواء على المستوى الوطني أو على مستوى الطائفة السنية. فالرئيس سعد الحريري كان رئيساً لمجلس الوزراء من ناحية، ومن ناحية أخرى كان رئيس أكبر كتلة نيابية وطنية وسنية».
الحريري «رجع» لعدة أيام قيل إنها ثلاثة لمناسبة ذكرى اغتيال والده. عنوان الملصق الذي يوزعه المستقبليون على وسائل التواصل الاجتماعي لمناسبة الذكرى: «ما خلصت الحكاية» وعليه صورة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. فيما البعض فهم أن هذا الكلام ينطبق على الرئيس سعد الحريري أيضاً، بانتظار العودة عن تعليق العمل السياسي في ظروف مناسبة.. قد تكون قريبة.