يمنع معظم الآباء أطفالهم من تناول حلوى المارشميلو بحجة أنها ضارة بالصحة، وهو أمرٌ صحيح وخطأ في الوقت نفسه، لأن فوائد المارشميلو التي تقدمها للإنسان متعددة، ومعظمها مرتبط بالالتهابات التي تصيب الجسم، بشرط أن تكون حلوى المارشميلو مصنوعة من جذور المارشميلو الطبيعية (الخطمي)، وليس الصناعية التي يكثر بيعها في الوقت الحالي.
المصريون القدماء أول من اكتشف المارشميلو، والفرنسيون طوروا شكلها الحالي.
قبل الميلاد بنحو 200 عام، اكتشف المصريون القدماء عشباً برياً ينمو في المستنقعات يمكن من خلاله استخلاص مادة حلوة وهي “نبات الخطمي” أو كما يطلق عليها أيضاً “جذور المارشميلو”، وفقاً لما ذكره موقع Campfire Marshmallows.
ووفقاً للموقع ذاته فقد كان المصريون القدماء أول من استخدم هذه النبتة للأكل، وذلك عن طريق مزج عصارتها مع وصفة حلوى من العسل والمكسرات لصنع حلوى لذيذة جداً، لدرجة أنها كانت مخصصة فقط للفراعنة والآلهة، ومع ذلك، لا أحد يعرف كيف كانت تبدو الحلوى في تلك الأوقات.
ووفقاً للرابطة الوطنية الأمريكية للحلوانيين The National Confectioners Association، فإن مصطلح الخطمي مشتق من كل من الموطن الأصلي للنبات واسم النبات، وإن الموطن الأصلي للنبتة هو آسيا وأوروبا قبل أن يتم جلبها إلى أمريكا أيضاً.
أما المارشميلو في شكلها الحالي فيعود إلى القرن الـ19، عندما جمع صانعو الحلوى في فرنسا بين عصارة الخطمي مع بياض البيض والسكر وخفقها يدوياً لإنشاء أول حلوى مارشميلو كما نعرفها بشكلها الحالي اليوم.
أصبحت الحلوى شائعة جداً لدرجة أن صانعي الحلوى طوروا نظام قطب النشا باستخدام قوالب نشا الذرة لتشكيل المارشميلو بحيث يمكن صنعها بشكل أسرع.
فيما استخدم الأطباء أيضاً العصارة الممزوجة ببياض البيض والسكر لتكوين مارينج صلب يباع كحلوى طبية لتهدئة التهاب الحلق، وقمع السعال وشفاء الجروح.
أما اليوم فإنّ حلوى المارشميلو باتت متوافرة في كل سوبر ماركت بغالبية دول العالم، وباتت الحلوى المفضلة للأطفال، وحتى الكبار الذين يتناولونها بعد شيها فوق نار التخييم أو منقل الشيّ، لكن للأسف فإنّ كثيراً من المصانع التي تصنعها اليوم باتت تعتمد على الجيلاتين كمكون أساسي بدلاً من جذور المارشميلو “الخطمي”.
فوائد المارشميلو
بشكل أساسي، كانت حلوى المارشميلو تصنع من “نبتة الخطمي” وهي عبارة عن جذور وأوراق صالحة للأكل، تأتي الخصائص الطبية لجذر الخطمي من الصمغ أو مادة تشبه النسغ التي ينتجها النبات.
ويحتوي الصمغ النباتي في الجذور على مضادات الأكسدة، التي تساعد في تقليل الالتهابات في الجسم.
1. تخفيف السعال
يحتوي بعض شراب السعال الطبيعي والعشبي وقطرات السعال على جذر الخطمي، وقد يكون للصمغ تأثير مهدئ على المريء.
أشارت دراسة صغيرة أجراها مركز Europe PMC في عام 2018، إلى أن علاجات السعال العشبية التي تحتوي على جذر الخطمى يمكن أن يكون لها تأثير في علاج السعال الجاف.
كما وجدت دراسة أخرى أجرتها مجلة ابن سينا Avicenna Journal of Phytomedicine في عام 2019، أن الأطفال الذين تناولوا خليطاً عشبياً يحتوي على جذور المارشميلو يعانون من سعال أقل حدة، واستيقاظاً ليلياً أقل من أولئك الذين تلقوا علاجاً وهمياً بدلاً من ذلك، كما أنهم يعانون من التهابات تنفسية أقل وأقل لفترات طويلة.
2. تحسين جفاف الفم وتقليل أمراض الأسنان
يمكن أن يسبب جفاف الفم المزمن، الذي يسميه المجتمع الطبي جفاف الفم، زيادة في تسوس الأسنان وأمراض اللثة والتهابات الأسنان، عادةً ما يعني جفاف الفم أن الشخص لديه قليل من اللعاب في فمه.
من بين أسبابه العديدة مضادات الهيستامين وأدوية ضغط الدم والمشاكل العصبية وأمراض المناعة الذاتية.
والأشخاص الذين يعانون من نقص اللعاب، أو انخفاض مستويات اللعاب، قد يستفيدون من استخدام جذر الخطمي (المارشميلو) في علاج أعراض جفاف الفم من خلال وضعه في الفم وتركه يذوب ببطء.
. الحماية من القرحة
موقع Medical News Today أكد أنَّ مستخلص زهرة المارشميلو يمكن أن يساعد في حماية القناة الهضمية من قرحة المعدة.
وذلك لأن الصمغ والفلافونويد في نبات الخطمي قد يغطيان ويحميان البطانة المخاطية للمعدة، مما قد يقلل من خطر الإصابة بقرح معينة، وضمن ذلك القرحات المرتبطة بمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.
4. علاج تهيج الجلد
قد يساعد المارشميلو في تخفيف تهيج الجلد والتهابه من خلال تطبيقه الموضعي، يمكن أن يساعد في الإكزيما والأضرار الناجمة عن الأشعة فوق البنفسجية، أو التعرض لأشعة الشمس.
5. شفاء الجروح
قد يساعد التأثير المهدئ لمستخلصات نبات المارشميلو أيضاً في تسريع التئام الجروح.
6. حماية الحلق من ارتجاع المريء
عندما يحدث الارتجاع المعدي، يتدفق الحمض من المعدة إلى الحلق، مما قد يتسبب في تلف المريء. في حين أن صمغ المارشميلو يغطي مريء الشخص ويمكن أن يحميه من الأحماض الضارة في المعدة.