أسف المكتب التربوي في “تيار المستقبل” في بيان، لـ”ما آلت إليه الأمور في قطاع التربية والتعليم على مستوى الوطن”، مستهجناً “هذا الاستهتار الذي تنتهجه الدولة تجاه الأساتذة والمعلمين الذين أصبحوا في غالبيتهم تحت خط الفقر”، مؤكداً “وقوفه الدائم بجانبهم ودعمه الثابت لمطالبهم”.
وحذّر من “وقوع كارثة إنسانية وتربوية تهدّد كل الجسم التربوي، بدءاً بالأساتذة وعائلاتهم ولا تنتهي بالتلامذة وذويهم”، لافتاً إلى أن “الكل يدرك ويتلمس الانهيار الذي يعيشه الوطن والتربية والمواطن على حد سواء، ولا بصيص أمل في الأفق للخلاص من أشد الأزمات التي تعصف بالوطن”.
وقال: “في ظل هذا الواقع الرديء، ونحن على بعد أسبوعين من ذكرى الاستشهاد في ١٤ شباط، ذكرى الاستقلال الثاني، تعود بنا الذاكرة إلى رفيق الإنسان، الرفيق الذي آمن بالإنسان ووهب ما لديه من أجل بناء مستقبل لشباب الوطن، تعود بنا الذاكرة لجيش الطلاب الذي آمن به الرئيس رفيق الحريري وسلحه بالعلم والمعرفة من أرقى جامعات العالم من دون أن يسأل عن دينهم أو طائفتهم لأن قناعته كانت راسخة بأننا إذا أردنا تحقيق الاستقرار والازدهار في البلاد، فعلينا أن نبني جيلا مثقفا واعيا لا يكون انتماؤه سوى للبنان فقط”.
وأضاف: “تعود بنا الذاكرة إلى عام ١٩٩٦ وذكرى عناقيد الغضب، حيث استقل طائرته وجال دول العالم، سعيا لاستعادة أمن البلد. كما كلف شباب المستقبل القيام بدفع رسوم التسجيل لكل المدارس والثانويات والمعاهد الرسمية ولسان حاله دائماً: “ما بدي يضل ولد برا المدرسة”. أين نحن اليوم من هذه القامة الوطنية الجليلة؟ فهل من لديه الضمير والقدرة والجرأة ليحذو حذوها؟”.
وتابع: “أمام واقعنا الكارثي، يقف المكتب التربوي في تيار المستقبل بجانب روابط التعليم داعما لمواقفهم في سبيل انصاف الأساتذة والمعلمين فوراً، ويدعو إلى انتفاضة كل مكونات المجتمع التربوي قاطبة وإعلان حال طوارئ تربوية نقابية انقاذية، ويطالب بجلسة حكومية عاجلة جداً، لا بل فورية لمعالجة قضاياهم وأن يتم بالسرعة القصوى إقرار كل الحقوق بدءاً من رفع قيمة بدلات النقل وتأمين بدلات انتاجية للمعلمين واعتماد سعر صرف خاص بالمعلمين على منصة صيرفة، إضافة الى تنفيذ تأمين جماعي مركزي لهم لتغطية نفقات الطبابة والاستشفاء، وصولاً إلى السعي الحثيث لتحضير سلسلة جديدة لتصحيح الرواتب والأجور ورفع موازنة تعاونية الموظفين”.
وختم: “كل ما سبق من مطالب واجراءات لا يمثل سوى اجراءات خجولة لتأمين صمود الأساتذة، فالمطلوب اليوم، وقبل فوات الأوان، أن يضطلع أهل السلطة بالحد الأدنى من مسؤولياتهم عبر المسارعة إلى إتمام عملية انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة قادرة على البدء بعملية نهوض تنقذ هذا الشعب وتخلصه من الجوع والعوز وتحمي البلاد من الانهيار والدمار”.