ودّعت الأشرفية، في مأتم شعبي مهيب، السيدة أنطوانيت الجبيلي كرم “إم فارس” والدة الفنان عادل كرم والمنتج طارق كرم والإعلامي فارس كرم. ترأس الصلاة لراحة نفسها في كاتدرائية مار جرجس في بيروت راعي أبرشية زحلة المارونية المطران جوزف معوض، يحيط به ممثل متروبوليت بيروت للروم الأرتوذكس المطران الياس عودة ولفيف من كهنة أبرشية بيروت.
وقد شارك في الصلاة إلى جانب عائلة الفقيدة وأبناء الأشرفية والرميل والصيفي، وزراء ونواب حاليون وسابقون وشخصيات سياسية وحزبية وإجتماعية وإعلاميون وفنانون.
وبعد الإنجيل المقدس ألقى المطران معوض كلمة رثاء للفقيدة نقل فيها تحيات وبركة رئيس أساقفة بيروت المطران بولس عبد الساتر الذي تعذّر عليه المشاركة شخصيًا بالصلاة لأسباب طارئة. وتحدّت المطران معوض عن الفقيدة وإيمانها وحبّها لربها وعائلتها، وقال: بالحزن ولكن برجاء المسيحي نودًع معكم فقيدتكم الغالية المرحومة انطوانيت الجبيلي كرم “إم فارس” ونرافقها بالصلاة في عبورها من هذا العالم الى بيت الآب في السماء، طالبين من الله ان يشملها برحمته ويضمها الى جوق الأبرار والصديقين لتنعم مع الرب بالسعادة الأبدية. تودعها عائلتها وتودعها معها الكنيسة، التي انتمت اليها مع سر المعمودية، والكنيسة ترافق كل مؤمن ومؤمنة منذ دخوله الى هذا العالم وفي مسيرته فيه الى حين خروجه منه. ترافقنا الكنيسة من خلال الأسرار التي نقدمها ومن خلال صلواتها لنا. واليوم نقدّم الصلوات من اجل المرحومة انطوانيت لكي تولد من جديد في الملكوت السماوي.
وقال المطران معوض: نحن نصلي اليوم من اجل المرحومة “ام فارس” لتدخل الى ملكوت الاب وهي التي عاشت بروح الإنسان الجديد من خلال ايمانها ومن خلال تكرّسها في العائلة. هي المؤمنة التي عاشت ايمانها من خلال حبّها لربها والعمل بحسب تعاليمه. وهذا الايمان دفعها لكي تستمد النور والقوة من الله ولكي تستمد المعونة منه في كل ظروف الحياة. وهذا الايمان هو الذي جعلها تستمر في حياتها والمصاعب التي تحملتها منذ ان فقدت زوجها شريك حياتها منذ ثلاثين سنة. ومن خلال قداس الأحد وسرّ الإفخارستيا كانت المرحومة انطوانيت تنال نعمة المسيح الخلاصية ومسحة المرضى.
بهذا الإيمان سارت “ام فارس” على درب الحياة ودخلت بسر الزواج المقدس بشريك حياتها الذي سبقها الى درب الخلود المرحوم انطوان كرم، “أبو فارس”، ومعه نالت عطية الله لهما، الأبناء الثلاثة ورعتهم بعنايتها الوالدية ونقلت اليهم القيم والإيمان المسيحي وقدمت لهم ومن دون حساب كل من هم بحاجة اليه ليكبروا بالحكمة والنعمة والقامة، أمام الله والناس. كانت عائلتها فرحها، وفرحت بأولادها الثلاثة يتألقون كل في مجاله في الفن والمجتمع والإعلام والرياضة ويؤسسون بدورهم العائلات ففرحت بهم وبأولادهم أحفادها. وقد أطلق عليها المجتمع الذي عاشت كل حياتها فيه، مجتمع الأشرفية، اسم أم فارس. وخلال حياتها واجهت العائلة الحزن بوفاة الزوج والأب منذ ثلاثين عاما المرحوم أنطوان الذي رافقته “ام فارس” اثناء مرضه بكل محبة ووفاء. وبعد وفاته ضاعفت من جهودها في سبيل أولادها. وهي بدورها في نهاية حياتها على هذه الأرض عانت بصحتها وكانت عائلتها حولها وفاء لهذه الام الفاضلة التي قدمت لها الكثير.