يبدو أن أولويات أولياء الأمور تتبدل مع تغير طبيعة الحياة ونمطها، فبعدما كان الهدف الأهم بالنسبة إليهم من التحاق أطفالهم بالمدرسة إعدادُهم لدخول جامعة مرموقة أو تبوء منصب كبير، باتت الأغلبية اليوم تعطي الأولوية للتركيز على اهتمامات الطفل وتنميتها لخدمته في المستقبل.
وقد استطلع موقع “يو غوف” الأميركي، رأي ألف شخص من أولياء الأمور بشأن 57 هدفا تعليميا طُلب منهم ترتيبها.
وأظهرت النتائج أن الاهتمام بإعداد الطلاب للجامعة تراجع على حساب تقدم اهتمام الأهل بتنمية مهارات عملية لدى أطفالهم كالدراية الضرورية لإدارة شؤونهم المالية والاعتناء بأنفسهم.
ووضع الأهل أولوية تنمية شخصية الطفل في المرتبة الثالثة، أي قبل مهارات القراءة والكتابة التي اعتبروا أنها ستتحقق عاجلا أو آجلا.
ورأوا أن سبيل للوصول إلى ذلك يكمن في تنمية مهارات التفكير النقدي وحل المشاكل.
وأشارت النتائج إلى أن 30 بالمئة من أولياء الأمور فقط يعتبرون أن التعليم يجب أن يعود إلى أنماط التدريس التي كانت سائدة قبل جائحة كورونا، فيما يعتقد 55 بالمئة منهم أن التغييرات في المدارس والتعليم نفسه ضرورية.
وخلص الاستطلاع إلى أن التركيز يتزايد على أهمية أن يحاكي التعليم احتياجات كل طفل، بعيدا عن فكرة نهج واحد يناسب الجميع.
وللحديث عن الموضوع، قالت الاستشارية التربوية والنفسية الدكتورة كارين إيليا:
منذ سنوات لليوم يتم تعديل المناهج بحيث تحاكي القدرات العقلية للأطفال.
تطور المناهج ساعد الآباء على فهم ضرورة استخدام قدرات الطفل واستثمارها.
بقدر ما تكون البيئة مساعدة بقدر ما يتمكن الأهل من التكيف على التعديلات الحاصلة في العملية التعليمية.
النمطية عند الأهل يمكن أن تكسر من خلال خطط المدارس لتحفيز الأهل على التعرف على قدرات أطفالهم العقلية.