لم تكن البشرية أبدا أقرب الى نهاية العالم منها اليوم، بحسب إعلان من مجموعة العلماء التي تدير “ساعة القيامة” في واشنطن، الثلاثاء.
وبات توقيت الساعة منتصف الليل إلا تسعين ثانية، وهي المدة الأقل منذ بدء العمل بالمشروع الرمزي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.
ومنذ منتصف ليل 2021، كانت “ساعة القيامة” تشير إلى أن 100 ثانية تفصلنا عن “نهاية العالم”، قبل أن يبادر المشرفون عليها، الثلاثاء، إلى تغيير العد التنازلي لنهاية العالم لأول، مرة منذ شن روسيا حربها على أوكرانيا، وإثارة مخاوف من كوارث نووية، بعد عام شهد كوارث طبيعية عدة عبر أرجاء الكوكب.
وتشكل الساعة، التي أسسها العالم ألبرت أينشتاين، وباحثون من جامعة شيكاغو عام 1947، مقياسا لمدى اقتراب البشرية من تدمير ذاتها، وكلما اقتربت الساعة من بلوغ منتصف الليل، زادت فرص اندثار البشرية.
وأسست منظمة “Bulletin of the Atomic Scientists”، على أيدي علماء الذرة الذين ساهموا في تطوير الأسلحة النووية الأميركية ضمن ما يعرف باسم “مشروع مانهاتن”، الذي قدم أول قنبلة ذرية إلى العالم، لأنهم لم يتمكنوا من تجاهل المخاطر الكامنة وراء عملهم، وفقا لما ذكرته صحيفة “ذا إندبندنت”.
ورغم أن الهدف وراء تأسيس الساعة في البداية كان قياس اندثار البشرية وفقا للأسلحة النووية، إلا أنه توسع في وقت لاحق ليواجه كل التحديات التي تواجه البشرية. وتحتضن جامعة شيكاغو الأميركية الساعة في إحدى ردهاتها.
ويمكن لعقارب هذه الساعة أن تسير قدما أو إلى الوراء وفقا لتدهور الوضع الإنساني أو تحسنه، ففي عام 1991، ومع نهاية الحرب الباردة، فصلت 17 دقيقة منتصف الليل، وظلت بذاك الشكل حتى عام 1995.
ومنذ تأسيسها، عاد الزمن بالساعة إلى الوراء 8 مرات، في حين تقدمت نحو “الاندثار” 16 مرة، قبل اليوم الثلاثاء.
وكان تمّ تحريك عقارب الساعة 100 ثانية قبل منتصف الليل في كانون الثاني 2021، وكانت أقرب نقطة من منتصف الليل في تاريخ الساعة، وظلت على هذا التوقيت العام الماضي.
وقالت النشرة في بيان خلال تحديث الساعة العام الماضي “تظل الساعة في أقرب نقطة على الإطلاق ليوم القيامة ونهاية الحضارة، لأن العالم لا يزال عالقا في لحظة خطيرة للغاية”.
وتم ضبط الساعة في الأصل عند سبع دقائق قبل منتصف الليل.
وتشير المنظمة عبر موقعها إلى أن “ساعة القيامة” تخضع للتعديل كل عام بالتشاور مع الخبراء في مجلس الإدارة التابع للمنظمة، والمتخصص في مجال الأمن والعلوم، بالإضافة إلى مباحثات مع مجموعة من الباحثين والعلماء، من ضمنهم 13 حائزا على جائزة نوبل.
وتضيف المنظمة أن الساعة “أصبحت مؤشرا معروفا حول العالم على هشاشة العالم تجاه أي كارثة ناجمة عن الأسلحة النووية والتغير المناخي والتكنولوجيات المدمرة في القطاعات الأخرى”.
وتعرضت هذه الساعة عبر تاريخها لانتقادات عدة، من بينها مقال نشرته صحيفة “the Conversation” عام 2015، حذر فيه الباحث من جامعة أكسفورد، أندريه ساندبيرغ، من استخدام “ساعة القيامة” للتنبؤ بأحداث المستقبل، مشيرا إلى أنها تقاس بـ”قوة شعور الإلحاح” من قبل المشرفين عليها، بينما يرى آخرون أنه لا يتوجب أخذ هذه الساعة على محمل الجد على الإطلاق، وفقا لما ذكرته “واشنطن بوست” في تقرير عن الساعة عام 2017.