يزداد الشرخ بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”، ولا يعني ذلك سوى أن إعادة المياه إلى مجاريها لن يكون أمراً سهلاً بين الطرفين، حتى أن العلاقة قد لا تعود إلى طبيعتها أساساً، وتشوهات جوهرية ستشوبها، بعدما وصلت إلى مراحل غير مسبوقة من التوتر، وفي هذا السياق، كان لافتاً تخصيص الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله الجزء الأكبر من إطلالته الثلاثاء، للرد على “التيار” ورئيسه جبران باسيل، وهي سابقة منذ اتفاق مار مخايل.
هجوم “التيار” عاد وتجدّد على خلفية موقف “الحزب” المشاركة في الجلسة الحكومية الثانية، وقد اتهم باسيل “حزب الله” دون أن يسمّيه بالاخلال في التوازنات، وضرب الميثاقية، ليرد نصرالله عليه معتبراً أن عقد الجلسات الحكومية لإقرار بنود ضرورية، أمر دستوري. رد نصرالله لم يتوقف على ذلك، بل إنّه فتح باباً آخر للسجال، لافتاً إلى أن الكتل المارونية، وغامزاً من قناة “لبنان القوي”، تعاني من مشكلة على صعيد الاستحقاق الرئاسي.
وفي حين تم التداول عبر الإعلام بخبر مفاده احتمال حصول لقاء بين جبران باسيل ووفيق صفا، لتبريد الأجواء وتوضيح بعض النقاط الخلافية، عل ذلك يخفّف من حدّة التشنّج الحاصل بين الطرفين، فإن أي لقاء لم يُعقد بين “التيار” و”الحزب”، ولا مؤشرات تشي بأن ثمّة نوايا للتهدئة، بعد التراشق الأعلامي الذي حصل.
مصادر “التيار الوطني الحر” نفت التخطيط لحصول أي لقاء بين باسيل وصفا، ولفتت إلى أن كل ما حُكي كان عبارة عن تحليلات وتكهنات إعلامية لا أساس له من الصحة، وبمعنى آخر، “حكي جرايد”، حسب وصف المصادر.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، تطرّقت المصادر إلى ملف اجتماع مجلس الوزراء، وسألت “حزب الله”: “هل هذا ما اتفقنا عليه؟ ثمّة من سحب يده من الاتفاق، ولكننا لسنا من فعل ذلك”، في إشارة إلى خطاب سابق لنصرالله، قال فيه إن “حزب الله” لا يسحب يده من أي اتفاق قبل أن يسحب الطرف الآخر اليد منه.
أما وفي الملف الرئاسي، فإن المصادر شدّدت على أن “التسوية مطلوبة لإنتاج رئيس للجمهورية، ونحن منفتحون على خوض النقاشات حول مختلف الأسماء، باستثناء رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزيف عون”.
وأكّدت المصادر أن “لا مرشّح لـ”التيار” بعد لا علناً ولا وراء الكواليس، لأننا لسنا جاهزين لترشيح أي اسم بعد، ولا لتأمين الأرضية الصلبة لترشيحه، بدءً منا قبل أن نتحدّث عن الأطراف الأخرى”.