عقد التيار الوطني الحر مؤتمرًا حول ملف النزوح السوري بعنوان ” لن نتخلّى عن أحد”، بدعوة من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل و بمشاركة وزير الخارجية والتجارة الهنغاري Péter Szijjàrtó ووزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال الأستاذ عبدالله بو حبيب كما حضر وزراء الدفاع والطاقة والشؤون الاجتماعية. وكذلك عدد من ممثلي دول الجوار التي يتشارك معها لبنان أزمة النزوح السوري لا سيما تركيا عبر ممثّل لوزير خارجيّتها، ودول اخرى معنية بالملف مثل روسيا والصين وقطر والنمسا عبر سفرائها، إلى جانب القائم بأعمال السفارة السورية.
افتتح المؤتمر بكلمة لرئيس التيار جبران باسيل، شدد فيها على أن التيار الوطني الحر رفض وتصدّى وقرّر ألا يتخلّى عن حق النازحين بالعودة إلى وطنهم بكرامتهم ولا عن الوطن المضيف لأنّ الإثنين ضحايا. وأشار ايضاً إلى أن شعار “لن نتخلى عن أحد” لا يكفي أن يُرفع في الأمم المتّحدة فقط بل يجب تطبيقه سواء بدعم عودة النازحين كما بتحمّل الأعباء عن المضيفين. وكذلك شدّد على أن لبنان لا يمكنه أن يكون بلد توطين لذلك فقد تقدّم تكتل لبنان القوي باقتراح قانون يقضي بعدم منح الجنسية اللبنانية لمكتومي القيد من مواليد ٢٠١١ وما بعد تشرين الثاني ٢٠٢١. وطالب المجتمح الدولي التوقّف عن الضغط على لبنان الذي يطالب بحقّه لأنه تحمّل ولا يزال ما لا يمكن لأي دولة تحمّله لأنّه يؤدّي حتمًا إلى انهيارها.
من ثم قام الوزير Szijjàrtó بمداخلة قيمة ذكر فيها ان النزوح يجب الا يدار بل يجب ان يوقف، فالنزوح هو خسارة وخطير للبلد المضيف ولموارده ولكن اوروبا ولسوء الحظ وضعت سياسات منع النزوح ولذلك هناك ضغط كبير على الأكثرية الصامتة. كما قال ان في هنغاريا هناك مقاربة مضادة للهجرة ويعتبرونها من العوامل الاكثر ضغطا على عدم الاستقرار وبالتالي على الاتحاد الأوروبي والديموقراطيين في بروكسل مسؤولية كبيرة في هذا السياق بدلا من اعطاء النصائح والمحاضرات، وبسبب هذه السياسة هناك العديد من الاشخاص يضعون حياتهم في خطر ويموتون اثناء محاولتهم الهجرة نحو بلد آخر وهناك اشخاص يتاجرون بالبشر وهذا عمل متطور.
ثم تكلم السيد فهري تركي اوبا، نائب المدير العام للهجرة ممثلاً معالي وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو وقال “ان لبنان وتركيا عانا كثيرا من ازمة النزوح السورية وبالتالي فلبنان يستضيف اكبر عدد من النازحين السوريين وكذلك نحن في تركيا لدينا الملايين من الأشخاص في وضع حماية. ان الازمة قد اثرت على معيشة الاشخاص في تركيا وندعو المجتمع الدولي الى مساندتنا، وكذلك جائحة كورونا وضعت تحديات وضغوطا اضافية ولم تترك اي بلد في العالم من دون تحميله اعباء كثيرة”. وشدد على ان “العودة يجب ان تكون وفق القوانين الدولية ومن جهة اخرى علينا ان نخطو خطوات لتقلل العودة الضغط على المجتمع الدولي وخصوصا البلدان المانحة التي تركز على أزمات اخرى وخصوصا الازمتين الأفغانية والاوكرانية”.
في الجلسة الاولى، تحدّث المقدم ايلي عون نيابة عن مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم في الجلسة الأولى حول انعكاسات أزمة التزوح على الأمن والاستقرار الاجتماعي في لبنان.
وفي الجلسة الثانية، شرح كل من النائب جورج عطالله والمحامي جوزيف الحلو المتخصّص بشؤون مجلس النواب، الإطار القانوني لأزمة النزوح السوري .
أما الجلسة الثالثة، فتمحورت حول التحديات التي تواجه البلديات في الاستجابة لأزمة النزوح، تحدّث خلالها كل من رئيس بلدية الحدث الاستاذ جورج عون ورئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح وبلدية جونية الاستاذ جوان حبيش ورئيس اتحاد بلديات جزين وبلدية جزين الأستاذ خليل حرفوش.
وفي الجلسة الرابعة، تناول كل من السيد ريمون طربيه مستشار وزير الشؤون الاجتماعية والإعلامية نانسي صعب والسيدة مارييت ملحم الخبيرة المالية في مجموعة “أوميغا” للسياسات المستدامة في لبنان ومنطقة الشرق الأدنى، موضوع العبء الاقتصادي والمالي لأزمة النزوح السوري على لبنان.
اختتم المؤتمر بكلمة للدكتور هكتور الحجار وزير الشؤون الاجتماعية حول تجربته مع العودة بناء على المبادرات التي قام بها سعياً لعودة كريمة وطوعية للنازحين. وكان من المقرر حضور معالي وزير المهجرين الاستاذ عصام شرف الدين والقائه كلمة في الجلسة الختامية، لكن تعذر حضوره لاسباب خاصة فناب عنه السيد طلال احمد نبهان، مسؤول في الوزارة عن ملف النازحين في الشمال.
وأخيرًا، تم عرض لسلسلة توصيات للمؤتمر ولخطوات مستقبلية لا بدّ من إنجازها.