الزملاء الأعزاء
تحية طيبة وبعد…
أتوجه اليكم بكل محبة وتقدير واخاطبكم بكل صدق وشفافية، فأنا منذ لحظة استلامي رئاسة رابطة اساتذة التعليم الثانوي الرسمي، عاهدت نفسي أن أحمل همّ الاساتذة، وأن أدافع عن حقوقهم بكل ما أوتيت من عزم.
لم أعتد أن أسطّر للناس بطولات من ورق ولم أرسم لهم أحلاما وأوهاما كاذبة، انطلاقا من ايماني بأنه من الاحترام للنفس أن تحترم الناس وأن تصدقهم قولا وفعلا.
لم أتأخر يوما عن مواكبة الأساتذة الزملاء ولم أدخر جهدا أو أتقاعس عن المطالبة بحقوقهم وتيسير أمورهم.
ازاء كل الجهود المبذولة والمساعي الحثيثة للقيام بواجبي، وجدت نفسي عرضة للتشهير والتخوين، ولم أسلم من الكلام النابي المسيء والاتهامات الشخصية لي (باستلام وظيفة خارج لبنان او بتقاضي راتب اضافي من الوزارة).
تجدر الإشارة هنا إلى أن مهامي في الرابطة ومتابعة الشؤون المتعلقة بهذه المهام كانت تغطى من راتبي الخاص وكنت أتابع بلا كلل ولا ملل دون التوقف عند هذه النقطة، فالعين التي تربت على القناعة لا تغريها المناصب.
نعم وبكل فخر أنتمي إلى مدرسة الشهيد رفيق الحريري المعلم العصامي الذي كان الداعم الاول والرئيسي لقطاع التربية والتعليم.
انا ابنة تيار المستقبل الذي كان دائما يقف الى جانب الاساتذة ويعنى بالشأن التربوي.
نعم أملك الجرأة لأقول أنني أخطأت بالتعامل مع البعض، فأنا لا أملك ثقافة قلة الاحترام وتربيت في بيت بسيط علمني أن أكون واقعية وصادقة.
العمل النقابي في نظري هو ان تسعى لحفظ كامل مكونات القطاع التربوي من اساتذة ومعلمين و تلامذة وسيرورة مناهج… ان تسعى لتطوير وتحديث كل عنصر من هذه العناصر ، أما في لبنان و في ظل الانهيار المالي و الاقتصادي لكل مرافق وقطاعات الدولة سببه سلوك سياسي أقل ما يقال فيه انه عهر معطوف على شبكة محاصصات ومؤامرات مصحوبة بنكايات ونكد أودى بالبلاد الى شفير جهنم وأكثر… والانكى من ذلك، إن اللغة “اللا نقابية” المستجدة المنحدرة اساءت لنا كأساتذة و لم نشهد بتاريخ العمل النقابي انحدار اخلاقي كالذي نعيشه اليوم حيث حول البعض معركته مع الدولة لمعركة معي شخصيا وما أمثل واتأسف ان اقول (معركة طائفية بامتياز).
لست من الاشخاص الانهزاميين ولن يغير قناعاتي ما يحصل من انهيار في بلد مأزوم، دفع ثمن الأزمة فيه القطاع العام. والمسؤولون السياسيون فيه منشغلون بحصصهم ومكاسبهم لا يرف لهم جفن ازاء انهيار كل البلد ومعه قطاع التربية والمعلمين، ولكن انا مقتنعة ومؤمنة بقول الإمام علي كرم الله وجهه :لا رأي لمن لا يطاع..
ازاء كل ما تقدم اعلن استقالتي من منصبي مرتاحة الضمير مع أسفي لما وصلت اليه الأمور داعية الله أن يتلطف بهذا البلد وبشعبه وخاصة أساتذته ومعلميه وأضيف:
رحم الله الرئيس الشهيد رفيق الحريري باني الانسان… لو كان بيننا الآن لما وصلنا ابدا لما وصلنا اليه من هوان..