عندما يتحدث الناس عن الأجبان، فإنهم يشيرون إليها في الغالب كما لو كان غذاء مضرا، اعتقادا منهم أنها مسؤولة بشكل مباشر عن زيادة الوزن والإصابة بالكوليسترول، نظرا لما تحتوي عليه من دهون مشبعة.
وبحسب صحيفة “واشنطن بوست”، فإن عدة أفكار خاطئة تنتشر حول الأجبان رغم فوائدها الغذائية الكبرى، لا سيما عند التناول بطريقة سليمة.
ويصل استهلاك الفرد الواحد من الأجبان في الولايات المتحدة إلى 18 كيلوغراما في السنة، بينما يلجأ البعض إلى أجبان قليلة الدسم، لأجل تخفيض ما يحسبونه “ضررا محدقا”.
ويسري الاعتقاد بأن الجبن مضر بالصحة، لعدة أسباب منها:
النظر إليه بمثابة عامل من عوامل زيادة الوزن، لأنه يرتبط بتحضير وجبات سريعة وغير صحية لدى البعض مثل البيتزا والبرغر.
احتواؤه على نسبة عالية من الدهون، مما يعني عرضة أكبر للإصابة بأمراض القلب والكوليسترول.
وجود نسبة كبيرة من الملح في الأجبان يعني أنها قد تؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم.
تنبه الأستاذة المساعدة في علم التغذية بجامعة نيويورك، ليزا يونغ،الى أن الجبن غني بعناصر غذائية مفيدة مثل البروتين والكالسيوم والفسفور، وبوسعه أن يكون جزءا مهما من نظام غذائي صحي.
وتشير الأبحاث إلى أن الأجبان ذات الدسم الكامل نفسها لا تؤدي بالضرورة إلى نشوء مشكلات صحية لدى الفرد، وتبعا لذلك، فإن الجبن ليس سيئا كما نعتقد.
لهذه الأسباب، الجبن ليس مضرا كما اعتقدنا:
الناس يركزون على الدهون المشبعة الموجودة في الجبن، في حين أن هذا الغذاء يحتوي على عناصر أخرى مفيدة وليس مجرد كتلة من الدهون المضرة بالجسم.
يوصي الخبراء بأخذ عوامل أخرى في الحسبان عند الحكم على الجبن، من قبيل استحضار تركيبته وما فيه من أنزيمات والتفاعلات القائمة بين مختلف عناصره.
عملية تحويل الحليب إلى جبن، تجعل المكونات تتفاعل بطريقة مختلفة في الجسم.
في سنة 2018، كشفت دراسة طبية أن الدهون المشبعة الموجودة في الجبن لم تؤد إلى رفع الكوليسترول في الجسم بنفس المستوى المرتفع الذي لوحظ في حالة استهلاك الزبدة مثلا.
المعادن الموجودة في الجبن؛ مثل الكالسيوم، قد تتصدى للأحماض الدهنية في الأمعاء من أجل طردها خارج الجسم.
ثمة أحماض دهنية موجودة في الجبن تسمى “sphingolipids”، بوسعها أن تحفز نشاط جين من الجينات التي تساعد الجسم على التخلص من الكوليسترول المضر.